الطفل عبدالله ضحية أخرى للرصاص الطائش
- دمت - فؤاد مسعد
الطفل عبد الله صالح شيبان، 7 سنوات، من مديرية دمت محافظة الضالع، أخير ضحايا الطلقات الطائشة، وربما أنه لن يكون الآخر ما دام الرصاص الحي القاتل يلعلع في سماء أفراحنا مخلفا الضحايا وراءه بين قتلى وجرحى، ليزرع المآسي، غير مكترث بما يترك خلفه. حتى ساعة كتابة هذا الخبر والبحث الجنائي لا يزال يواصل إجراءاته في البحث والتحري عن المكان المحدد الذي انطلقت منه الرصاصة لتستقر في رأس صغير لم يكن يدرك أنه يعيش في مجتمع يحصد الكوارث حتى وهو في ذروة أفراحه!
عصر السبت الفائت خرج "عبدالله" يتمشى خارج البيت مع والده ووالدته وبعض إخوانه. قال أبوه إنهم سمعوا صوت إطلاق رصاص، سأل من بجانبه عنه فقيل له إن هناك عرسا في مكان قريب، لم يدر الوالد كم من الوقت كان قد مر عليه حينما فوجئ بالصغير يسقط بجواره، حاول مع زوجته رفع طفلهما ليستأنف السير، لكنهما عندما رأيا الدم في رأسه وأنفه أدركا أن شر الرصاص الذي سمعاه كان من نصيب الطفل. سارعا بإسعافه، لكن لم يكن بمقدور الطب ساعتها غير قص بعض الشعر من رأسه لتحديد مكان الرصاصة، والبقية في حياة الآخرين، الذين فجعوا بفراق طفل لم يتصوروا رحيله بهذه السرعة، وهو الذي لم يتعود فراقهم حتى وهو يحزم أمتعة السفر المفاجئ.
يذكر أن كثيرين من مختلف الأعمار نساء ورجالاً قد قضوا نحبهم بالطريقة ذاتها التي يجمع الكل على فداحة ما ترتكبه بحقهم، غير أن إجراء حازما إزاءها لا يبدو أنه في طريقه للتنفيذ. ورغم أن القرية التي تنتمي إليها أسرة الطفل المتوفى قد اتخذت موقفا إيجابيا تمثل في منع إطلاق النار في الأعراس لتنافسها في ذلك عدد من القرى المجاورة، إلا أن موقع منزلهم القريب من المدينة يجعلهم عرضة لمثل هذه الرصاصات التي غالبا ما يطلقها المحتفلون بالأفراح، سيما الزوار القادمين من مناطق أخرى. ولقد كان لوالد الطفل (وهو مدرس مواد اجتماعية) دور ايجابي في الدفع بتطبيق القرار الذي اتخذه الأهالي والقاضي بمنع إطلاق الرصاص في الأعراس، وهو ما التزم به الجميع باستثناء حالات نادرة قوبلت بالرفض والاستياء من المواطنين.
الطفل عبدالله ضحية أخرى للرصاص الطائش
2008-03-27