مخطوط جعدان في طريقه إلى السوق السوداء- هلال الجمرة
بخطوات واثقة،انطلق الشاب خالد أحمد جعدان باتجاه الهيئة العامة للآثار والمخطوطات لبيع «مصحف أثري قديم» كتب قبل مئات الأعوام.
قبل أسبوعين، كان أحد المهتمين بالآثار والمخطوطات القديمة يجلس إلى جوار خالد في حافلة صغيرة تقلهم باتجاه شارع مأرب، وعندما خاضا في حديث عن المخطوطات، ذكر الشاب أنه يمتلك مصحفاً قديماً، فألحَّ الرجل على أن يراه، «بمجرد لمحة» امتلك قلبه، وعرض على خالد مبلغ مالي لأخذ هذا المخطوط الثمين، وفقاً لخالد. عندها أدرك الشاب الثلاثيني أهمية «المخطوط» ومضى غير آبهٍ لمغريات الرجل.
صباح اليوم التالي، حمل خالد المصحف إلى الهيئة، يقول: «سرنا نبيعه للدولة بدل المهربين وطالبين الله». وهناك التقى مديرها وقصَّ عليه «أنا قد رفضت الزلط الذي جابوا لي مقابل ثمن المصحف»، طلب منه شراء المخطوط، بيد أن الرد كان محرجاً: «لا توجد ميزانية هذا العام للمخطوطات وما نقدر نشتريه»، حسبما أفاد جعدان.
سكت خالد لحظة لمراقبة أصداء الرد في نفوسهم، وراح أحد الموظفين يساومه أن «يشتري منه المصحف». ووجه للمدير العديد من التأنيبات «ايش من دولة ما بش معاها ميزانية للمخطوطات وتحاربوا المهربين وتحتجزوا الذي يبيع الآثار لغير الهيئة، كيف شاتهتموا بالمخطوطات القديمة ولا معاكم ريال».
ويتذكر الشاب برودة المدير في الرد عليه: «قال لي: وأنت في ذمتي إذا جاء مشتري بيعوها له»، وسرعان ما أخذ يقارن بين اليمن ومصر وزفر قائلاً: «عادهم يشتوا ينافسوا لك مصر بالسياحة، مصر إذا معاهم حبل يخلوه حنش، يهتموا بآثارهم ومخطوطاتهم..».
الأحد الفائت، كان تفكير خالد يدور حول نقطتين: «المخطوطات، والآثار»، متحسراً على ماجهله سابقاً: «كنت أظن أن الدولة مهتمة بهذا الجانب وأنها تكرم الذي يدي هذه الاشياء».
ويبدو أن هول المفاجأة التي حملها المدير قد اثرت في خالد: «حكا لي أن: واحد حصل على قطع أثرية وقد طلع من ريمة 20 مرة من أجل مقابلة اللجنة وفي الاخير تفاجأ أنهم قدروها ب10 الف ريال»، قال مضيفاً: «مسكين هذا الريمي، أقدر خسارته تصل إلى 50 ألف ريال».
خالد لم يعتبر الحادث منتهياً لكنه يقول: «كلام المدير هذا يوحي لي أنه يشجعني لبيعها خارج مبنى الهيئة!».
مخطوط جعدان في طريقه إلى السوق السوداء
2008-01-10