صاحب أصحاب المعالي - علي السقاف
عادة سيئة لازمتني خلال السنوات الأخيرة، فقد اعترتني نوبة «فشر» فجائي.
فما أن يظهر أي تشكيل حكومي جديد، إلا وعددت معارفي من هؤلاء الوزراء.
وأشرع أتحدث في المقايل: ذلك الوزير كان زميل دراستي، وذاك كان معي في خلية تنظيمية واحدة، بل وزيادة في «الفشرة» أقسم أنني كنت مسؤوله التنظيمي يوماً.
بالطبع (وهذا خارج اطار الفشرة) أعرف كثيراً من الوزراء مثلي مثل سائر زملائي الصحفيين. غير أني لم أستفد منهم شيئاً، لم أجلب منهم سوى وجع الرأس.
فبعد تصريحاتي المتلاحقة بمعرفتي بما يربو على نصف تشكيل الحكومة، انهالت عليّ طلبات من الأهل والأصدقاء وأحياناً معارف الأصدقاء.
فهذا يريد لابنه منحة عسكرية إلى دبي، وليس غير توقيع الوزير يوصله إلى مبتغاه ويطلب مني التوسط لدى الوزير، وأعجز، فيبدأ يكيل وابلاً من السباب إلى شخصي لأني غير متعاون ولا أريد خدمته.
وذاك يريد لابنه مقعداً في الطب في بريطانيا رغم أن المحروس لم تتجاوز نسبته في امتحان الثانوية ال60٪_ وإذا ما خاطبته بأن المعدل محرج وضعيف، صرخ: يا أخ، الدنيا وساطات وأنت فيك البركة. بالطبع لا تستطيع تلبية طلبه، فتخسر قريباً آخر.
قريب لي كان يريد الانتقال من وظيفة إلى أخرى فلجأ إليّ. ذهبت إلى الوزير وبقيت في الباب ساعات. وخرج الوزير من باب آخر، وليته خرج وسكت، بل تحدث لزواره بأنه لطع ثلاثة من أصحابه القدامى في الباب ساعات ولم يقابلهم. طبعاً كنت أهم اولئك الملطوعين.
ومن ساعتها لا يزال قريبي «مبرطم» مني ولا أزال أكن حقداً للوزير لطعه الله.
المهم، الآن تعلمت الدرس جيداً، حتى وإن صح أن وزيراً كان يوماً يشاركني مقعد الدراسة في الفصل، فإنني سرعان ما أنفي التهمة، أو أدعي أني «صنجته» كفاً في آخر يوم من أيام الدراسة.
صاحب أصحاب المعالي - علي السقاف
2007-07-12