نوع من تحد مريض بين القبيلي والسيد - محمود ياسين
ألأجل هذا الأحمق يُسقط شباب صعدة في الطريق إلى الجنة؟!
ومن يراهن على وعود رجل يتفوه بالترهات.. ويحاول فقط مقارعة علي عبدالله صالح مقلداً حركة يده في كتابة الأوامر.
ولم يغفل يحيى الحوثي في ذلك اللقاء الشهير التأكيد عن كونه ابن الهادي ابن ابراهيم ابن... إلخ، إلخ. وأن إخوته وأولاد اخوته يقودون معارك الكرامة ضد جحافل علي صالح.
لا قضية، ولا ثقافة ولا لغة.. ولا احترام لمن صدَّق أو تورط. كان يتباهى كأيِّ منفّر عالمي ينحدر من أصول عريقة. وبالمقابل تورط النظام الرسمي في مستنقع صعدة مكتشفاً أن المستنقعات لا تخلو من مزايا المناجم.. بقيادة عسكر ينحدرون أيضاً من أصول عريقة.
نوع من تحد مريض بين القبيلي والسيد. يسقط فيه ابن الأرملة متسائلاً: من أين جاءت الرصاصة؟
وعندما لا يلتفت فذلك لأن في أعماقه صدى يردد: من الجهتين..
وقعتم بين قاتلين يتسابقان على من يسحب أولاً..
بين وجيهين من علية القوم من حقبة «صراع السفهان».
لم يتذكركم الحوثي وهو يبارك بطولات عائلته، ويدفع بكم إلى خنادق ضحيان من مقر إقامته على ضفة الراين.
هذه الطريق لا تقود إلي الجنة حتماً، هي تقودكم إلى أسفل الجبل حيث تجابهون رفاقكم المخدوعين كما أنتم، وهم يعتقدون المشاركة في عملية «نسيج العنكبوت». ما من عنكبوت يا رجال، هذه في مغامرات «الشياطين الثلاثة عشر» أما أنتم فملائكة ذوو وجوه مشققة.. ولا شيء مجيد في الموت.
أرسلتم غلماناً مؤمنين إلى الموت بذات القدر الذي أرسلوه منكم، ولم تتبادلو الجثث فبقيت أرواحها تتألم باحثة عن ملاذ من عفن الخندق ولا جدوى النهايات.
تلك الارواح التي تنتظركم في الجانب الآخر هامسة في العتمة: مرحباً يا أخي.
في العالم الآخر حيث يكتشف الإنسان متأخراً أنه ما كان عليه التخلي عن حياته بتلك السذاجة. وأنه كان بوسعه ان يرفض ترميل زوجته لأجل حفنة من الترهات.
وأنه لا أفدح من إزهاق روح إنسان أياً تكن الدوافع، وأن الشرف ليس سقوطاً مدوياً في الميدان ولا قماشة توضع على الكتف بقدر ما هو دفاع عن الحياة ابتداءً وعن من لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.
نوع من تحد مريض بين القبيلي والسيد
2007-04-19