قالت مصادر مقربة من المحاكم الشرعية في الصومال ل"النداء" إن الإفراج عن شيخ شريف احمد زعيم هذا التنظيم الذي هُزم في الهجوم الذي شنته القوات الأثيوبية والأمريكية على الصومال، تم بموجب تسوية عبر احدى الجماعات الاسلامية في منطقة الجزيرة العربية تتولى الوساطة بين الجانبين، على ان يتم الافراج عن خمسة عشر من قوات المارينز يحتجزهم مقاتلو المحاكم.
واوضحت المصادر ان الاتفاق ينص على السماح لشريف بالذهاب الى اليمن، وعلى ان يتم
بعد ذلك تسليم خمسة عشر من الجنود الامريكيين اعتقلوا في الصومال اثناء الهجوم الذي نفذته مقاتلات امريكية على المناطق القريبة من بيدوا.واضافت: بموجب معلومات من مخابرات عربية عن وجود متهمين بالانتماء الى تنظيم القاعدة في المنطقة القريبة من الحدود الكينية، قامت الطائرات الامريكية بقصف المنطقة ثم نفذت عملية انزال جوي لتتبع المطلوبين لكن هذه القوات ووجهت بمقاومة من مقاتلي المحاكم حيث اسروا خمسة عشر جنديا جرح منهم اربعة يتلقون العلاج في احد مستشفيات دولة مجاورة التزمت بعدم تسليمهم للحكومة الامريكية الا بموجب صفقة مع المحاكم الاسلامية.
وتوقعت المصادر ان يتم انجاز صفقة تبادل الاسرى خلال الاسبوع القادم شريطة ان يتزامن ذلك مع مصالحة سياسية تعود فيها المحاكم لممارسة نشاطها السياسي وتشارك بممثلين في الحكومة الانتقالية.
وقالت: "بعد اكتشاف الحكومة الامريكية عدم دقة المعلومات الاستخبارية التي تلقتها من تلك الدولة وتأكدها من ان ضحايا القصف كانوا من الرعاة، لجأت الى جماعة اسلامية على صلة بالمحاكم للتفاوض معهم"، وان العملية استمرت نحو اسبوعين وانها في الطريق الى الانتهاء بنجاح.
وكانت مصادر مطلعة قد توقعت وصول شيخ شريف أحمد شريف رئيس اتحاد المحاكم الإسلامية الصومالية إلى صنعاء منتصف الاسبوع الجاري. إلا ان ذلك لم يتم. وعلم من مصادر مسؤولة ان الرجل قد يغادر كينيا الى بلد ثالث.
وقالت المصادر إن رئيس المحاكم الإسلامية والذي قررت السلطات الكينية إخلاء سبيله سيصل إلى صنعاء كلاجئ. إلا ان الخارجية اليمنية سارعت الى نفي ذلك وقالت انها ترحب بشريف كضيف...
وحسب وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي فان قدوم رئيس المحاكم الشرعية الى صنعاء لن يتسبب بوجود أية مشاكل. ونفى ان تكون هناك أية ترتيبات لعقد لقاء بين الرئيس الاثيوبيي جيرماولد جورجيس وشيخ شريف خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأثيوبي إلى اليمن خلال الأيام.
وأكد وزير الخارجية أن اليمن تتواصل حالياً مع السلطات الكينية للتباحث حول طلب رئيس اتحاد المحاكم الإسلامية شيخ شريف أحمد المجيء إلى اليمن.
وقال القربي: "نحن في انتظار الرد من الجانب الكيني على طلب شيخ شريف ونحن رحبنا بطلبه، ولا توجد عندنا مشكلة في مجيئه إلى اليمن".
واضاف: "رئيس المحاكم لم يحدد بعد موعد مجيئه إلى اليمن، وليست هناك أي ترتيبات لجمعه برئيس أثيوبيا لأن زيارة الرئيس الأثيوبي تأتي بعد أن تم الإعداد لها مسبقاً".
وقال: "جميع الأطراف المعنية بقضية الصومال اتفقت على الحوار". مؤكداً أنها ستأتي إلى اليمن "لكن موعد الحوار لم يتحدد بعد" حسب قوله.
من جهته نفى رئيس اتحاد المحاكم الإسلامية الأنباء التي تحدثت في وقت سابق عن مغادرته للعاصمة الكينية وتوجهه إلى اليمن. وقال إنه لا يزال مقيما في كينيا وأن هناك اتصالات مع أطراف عربية لبحث تطورات الوضع في الصومال.
