محمود ياسين يكتب عن دعوة عشاء خالد سلمان في لندن
شاربه ضخم ولا يبدو أنه ينوي التهدئة.. خالد سلمان يمضغ القات وحيداً ويمضي ليل الخميس في «الثوري» يصدر بيانات.. قد يفكر الحزب جدياً في إطلاق اسمه على قاعة ما، لكنه لا يريد محارباً في الوقت الحالي..
اكثر من عشر قضايا أمام المحكمة، وخالد يفتقر إلى المرونة على ما يبدو. ثم أن الشائعات غير مطمئنة على الاطلاق (أظنه سمع شيئاً عن طقوس تكريم الأعداء قبل التخلص منهم.. أوجس خالد وكان مستاءً تحت الضغط، فطلب اللجوء بغير نوايا تخص إحراج الرئيس أمام المانحين).
خالد شخص متوحد وهو كائن وجودي يتخذ قرارات مصيرية بغير تخطيط.. (أظن بريطانيا ستروقه كثيراً ثم أن راتب اللجوء ليس مشجعاً في مدينة كلندن).. أظنه كان يمثل استثناءً ما في طريقة حياته وفي طريقة تفكير الحزب ضمن مجموعة استثنائية لم يكن الحزب ليجازف بإغضابهم بإقالة خالد..
حالة حصار وجدت منفذاً في دعوة ضمن وفد إعلامي.. لم يكن طريق فرار قدمه الغرماء بقدر ما هو مقترح ربما ذكره بلندن.. لقد وصلنا إلى مرحلة اللجوء.. خطوة خطوة.. والطائرات تغادر صوب لندن. سيلجأ آخرون بغير ما حاجة لإستغلال دعوة كريمة أو إحراج رئيس بصدد «حققنا تقدماً في...». مليارات المانحين -هذه المرة على الأقل- لن تخصم ثمن خالد سلمان من القيمة الإجمالية لمشروع إعادة التأهيل...
وأياً يكن فلم يعد بوسع السلطة احتمال متاعب حريات صحفية بهذه الكلفة، وقد يلجأون لتعويض المانحين بعمليات إضافية ضد الإرهاب وأشياء من قبيل مكافحة الفساد.. الخ.
«عادوا بنقود كثيرة وبما اعتبروه فضيحة تسبب فيها رجل رشح خالد»، مستشار الرئيس في تصريح مقتضب ألقى باللائمة على قيادي إعلامي لم يفصح عن اسمه.
وتسرب خبرٌ عن اجتماع طارئ في المكتب الرئاسي لتحديد المسؤول والحديث عن التداعيات.. أظنه اجتماعاً محرجاً لم يلتفت لأفكار غير تقليدية من قبيل البرد الذي تسرب إلى صدر خالد.. قال إن في داخله من البرد ما يكفي للاعتذار عن التنزه في برد لندن.
لم يكن قد لجأ بعد.. كان لا يزال معارضاً في وفد رسمي.. يجري بروفات اللجوء في التسلل من فندق الوفد إلى مطعم مجاور يتناول فيه العشاء وحيداً...
عشاء المنفى بارد.. لكن.. يمكن.. تناوله بصدر دافئ.. بعض الشيء..
عن دعوة عشاء خالد سلمان في لندن
2006-11-22