في انتظار «الهتار»!
يقاوم أحسن المالكي (19عاماً) عدوين شرسين: الوقت والنسيان، مسلحاً بأمل وذكريات ومناشدات (كما في هذا الخبر).
حيال الوقت، مُني أحسن بالهزيمة تلو الهزيمة، لكنه لم يُسلِّم الراية إذ ما تزال فيه طاقة سرد قصته لعابرين جدد في قلعة عدوَّيه الحصينة الواقعة في منطقة الجراف على الطريق إلى مطار صنعاء.
دخل السجن المركزي محكوماً بثلاث سنوات في قضية قتل في منطقة بني حشيش. كان في السادسة عشرة من عمره، عندما برئ 12 متهماً آخر، وتقرر إدانته، لا لكونه «حدثا» فحسب، بل لأنه ببساطة كان بلا سلاح. والآن فإنه يمضي عامه الخامس في السجن في انتظار «القاضي» حمود الهتار، رئيس محكمة استئناف محافظة صنعاء، الذي أكد براءته في حكم صدر قبل أكثر من عام. وإذاً فإن «أحسن» الذي عوقب ب3 سنوات، قد أمضى حتى اللحظة، 5 سنوات في السجن، رغم تبرئته من محكمة الاستئناف.
يكف النسيان أن يكون مرتع حرية حينما يساق إنسان، رغم أنف القانون إلى ما وراء شمس الحرية. ذلك لأن النسيان لا يعود سلاحه هو، بل سلاح كل الأعداء. وإزاء هذا العدو الفتَّاك يُحسن «أحسن» إذ يلوذ برفاق سجن مكنتهم هوياتهم المهنية والسياسية من التمتع بصفة «سابقين». أحد هؤلاء تلقى هذا الاسبوع مناشدة جديدة من «أحسن» تتمنى عليه أن يتحرك لدى الجهات المعنية، وبخاصة القاضي الهتار، لتنفيذ حكم تبرئته قبل أن يقطع سيف الوقت وصلة جديدة من عمره.
في انتظار «الهتار»!
2006-05-24