, 17-03-2011 *علي محسن حميد
1 - لاشك أن السلطة فقدت الحكمة والعقل اللذين ظلت تطالب خصومها بالإمساك بهما كي لا ينحدر البلد إلى ما لا تحمد عقباه. قبل 40 ساعة على مبادرة الخميس 10-03-للرئيس، استشهد برصاص السلطة عبدالله حميد الجائفي، وجرح 80 مناضلا وصامدا في ساحة التغيير. بعد 40 ساعة (فجر 12 مارس) والشباب يصلون الفجر أو في انتظار دورهم في الصلاة، استشهد اثنان وأصيب المئات بالغازات السامة الخانقة التي لا تتوفر إلا لدى قوات حكومية. ساعد هؤلاء قناصة أطلقوا النيران من أسطح منازل مجاورة. الرئيس لا ينسى أن يكرر أن على قوات الأمن حماية المعتصمين، وها هي تفعل العكس ككل شيء يسير بالعكس في بلادنا.
2 - قبل هذا رفع الرئيس المصحف الشريف وحكّم العلماء وقال مرتين سمعا وطاعة لما سيقولونه، ثم التف عليهم بتفريخ هيئة تقول له هو سمعا وطاعة.
3 - أنفق الرئيس من مالنا على هذا الحشد الفارغ المعنى وعديم الجدوى أكثر من ملياري ريال من خزينة تعاني العجز المزمن وقد تغرق في بحر الإفلاس إذا استمر العبث بالمال العام على وتيرته الحالية بأوامر رئاسية فردية تضر بالمصلحة الاقتصادية الوطنية، وترفع نسبة التضخم وتهبط بقيمة العملة. هذه الرشوة للحضور التي فاحت روائحها النتنة جراء استئثار قلة بالكثير مما خصص للقادمين من محافظات شتى، والتجمع في أكثر من مكان في صنعاء على مرأى ومسمع، للمطالبة بمبالغ تحددت في كشوفات تحددت سلفا في كل محافظة قبل الوصول إلى صنعاء لرفع صور الرئيس وحمل لافتات التوجيه المعنوي والمؤتمر، والهتاف لسلطة تهترئ وفي وضع يائس وبائس. يعرف الرئيس أنه بدون النقود لن يجد معه أحداً. هذا الأمر ليس بخافٍ على المراقب الدبلوماسي والإعلامي والمواطن الذي يستقي معلوماته من المقايل ومن الشارع ومن مشاهداته وقراءاته، ولا يحتاج لويكيليكس يفضحه في ما بعد. الشيء الجديد في هذه المغانم أن البعض رفض الاستنفاع بها واعتبرها مالا حراما ومنحها للشباب المرابطين في ساحة التغيير. إجمالي ما صرف حتى الآن على البلطجة الرسمية بكل تفاصيلها 5 مليارات ريال، أي ربع مليار دولار.
4 - صحيفة "الثورة" مهدت وبررت في افتتاحية 12-03-لهذه الجريمة البشعة المحرمة دوليا، بحديثها المكرر عن البلاطجة، وكاتبها يعرف ما الذي سيحدث في فجر الغازات السامة قبل أن يقرأها الناس.
5 - ذهب بعض أنصار النظام إلى بعض سكان المنطقة المجاورة ليقولوا لهم: المشترك سيخيم أمام بيوتكم وينتهك أعراض نسائكم وبناتكم، ونحن سنحول دون ذلك بإقامة جدران عازلة أقيمت فعلا في الخط الدائري الغربي وشوارع مجاورة.
6 - أمام الجدار العازل في الدائري وليس في الضفة الغربية المحتلة، رفعت يافطة كبيرة تقول: نحن أهالي الحي نناشد رئيس الجمهورية ووزير الداخلية إنقاذنا من اعتصام المشترك. أهالي الحي المزورة إرادتهم يطلبون حلا أمنيا، وهو ما حدث في الفجر السام. وهؤلاء لم يكتبوها بشهادة بعضهم المستاء من الاستخدام البشع والمفرط للقوة. من بيوت هؤلاء خرجت وجبات كاملة وكريمة للشباب الذين يقومون بعمل جليل نيابة عنهم. طبعا سمعت من يقول إن الشباب مخربون، وإنهم هم الذين بنوا هذه الجدران. الغريب أن شبانا من الحي يحملون عصي الأمن المركزي.
7 - أحد الذين كانوا في ساحة الوغى عند الفجر، قال: بهذا العمل أراد الله له أن يرحل. وحكى عن مقاومة خارقة للشباب وهو واحد منهم، وقال لم تضعفنا إلا الغازات السامة الخانقة، وأضاف بدأ الهجوم علينا من هذا المكان (بداية شارع الرباط المتفرع من الدائري)، وحاولت مدرعات أن تسحقنا تحت عجلاتها، وتشاهدون الآن ماذا عملته بالخيام الملقاة على الأرض.
8 - بعد انتقال الاهتمام الإعلامي من ليبيا إلى اليمن، وخصوصا صنعاء، وخروج اليمنيين في عدن وتعز وحضرموت والضالع وغيرها تضامنا مع ضحايا الغازات السامة الخانقة لرفاقهم في معركة المصير الواحد من أجل التغيير السلمي للسلطة، تلقيت من لندن رسالة من دبلوماسي وأكاديمي فلسطيني قال فيها بالنص: "عزيزي علي، شاهدت على التليفزيون صباح اليوم القنابل المستخدمة في اقتحام ساحة التغيير في صنعاء، إنها تشبه تماما الشكل الخارجي للقنابل التي استخدمتها إسرائيل في قرية بلعين التي عاينتها بنفسي في القرية التي زرتها أكثر من مرة، هي قنابل إسرائيلية الصنع تحوي غازا يؤدي إلى الاختناق خاصة لمن لديهم مشاكل تنفس. هذه القنابل أدت إلى وفيات في بلعين آخرها الشهيدة جوهرة أبو رحمة" الدكتور عباس شبلاق.
9 - رأس الرئيس اجتماعا لقيادات الدولة واللجنة الأمنية، ونشرت وكالة سبأ للأنباء خبرا تجاهل حقيقة ما حدث من قتل واختناقات، وحمل "بلاطجة المشترك" مسؤولية ما حدث، ونصه يدين السلطة ولا يبرؤها، واهتم بخسائر التجار ومضايقات السكان بما ينسجم مع تخويف رسمي سلف ذكره من قبل أعضاء في المجلس المحلي وشيوخ الحارات. الخبر داس على دم الشهداء والمئات من المختنقين بغازات سامة الفاعل فيها معروف، ومثل إسرائيل حول الضحية إلى قاتل، والمشترك الذي يريد الرئيس باستماتة الحوار معه إلى زعيم للبلاطجة.
10 - من ضحايا غارة الفجر سيارة إسعاف لا يوجد فيها ما يبرهن أنها سيارة إسعاف وتتبع لجنتين هما اللجنة الوطنية لشباب الثورة والجمعية الطبية الخيرية اليمنية! ومكتوب عليها بخط عريض (لجنة الهلال الأخضر اليمني). أؤكد الأخضر وليس الأحمر. شباب التغيير الصامدون كتبوا عليها بلاطجة الأمن المركزي يعيقون نقل الجرحى والمصابين. السيارة ذات استخدام مزدوج كسيارات الإسعاف التي ترابط في أماكن قريبة ووظيفتها القتل داخل السيارة وليس الإسعاف، ويا ويل من يحسن الظن بها.
11 - ساحة التغيير تضم مواطنين من كل أنحاء اليمن، والكل هناك في واحد؛ لا مناطقية ولا طائفية، والمناخ نظيف جدا، فالخادم يخدم فيها لأول مرة في حياته من قبل الغير، والشابة تذهب إلى الشباب لتقول لهم هل لديكم غسيل أغسله لكم. في الساحة أيضا شباب من قبائل مختلفة، والشهيد منهم لن ينسى دمه بالتقادم، وهي عصية على قبول الضيم، وقد داست السلطة على هذه الحقيقة ولم تدرك الأبعاد الخطيرة لما فعلته.
12 - السلطة البائسة اليائسة تضع مسمارا تلو الآخر في نعشها، وتظن أنها بهذه الجرائم سترتاح من مشاغبين لا لهم لا في العير ولا في النفير، يقلدون التونسيين والمصريين تقليدا أعمى، ومسرون لا مخربون ويقبضون كالمرتزقة وتحركهم غرفة في إسرائيل يديرها البيت الأبيض. هؤلاء لهم هدفان لا ثالث لهما؛ إما النصر أو الشهادة، وإرادة الشعب لا تنكسر ولا تنهزم.
13 - 12-03-نقطة تحول في النضال السلمي للتغيير السلمي، فقد ثارت عدن وحضرموت وتعز وغيرها، وجاءت القبائل من محافظة صنعاء تؤيد الشباب وتتضامن معهم وتقول للنظام أنت معزول وليس لك من نصير إلا من يقبض مالا مدنسا ومخضبا بدماء الشهداء والمصابين. التجار ورجال الأعمال مع التغيير، فقد أرهقهم الفساد والمشاركة الإجبارية القسرية في أرزاقهم وأعمالهم، وجل المشائخ مع شعبهم إلا من أضله الله وأعمته مصالحه الضيقة التي لم تقف عند حد، والجيش لن يسفك دم إخوانه. كانت الصيحة في هذا الصباح صباح الدم والنصر صباح 12 مارس، هي : يا للعار يا للعار أين العسكر الأحرار. لا تتأخروا. وعدن هتفت في 12-03-لأول مرة بالروح بالدم نفديك يا صنعاء. الخاسر هم الانفصاليون المعزولون في مناطق جنوبية معروفة والمتاجرون بالوحدة في صنعاء.
14 - ساحة التغيير بخير فاطمئنوا وطمنونا عنكم. تعليم شاشة • هجر الزكاة...في مركز السقاف
• ليوة حمراء
• بلد الرواية
أعمدة ثابتة • الاستحواذ على كل شيء _ محمد الغباري
• حنايا - هدى العطاس
• ماركس وهذه المرأة المنتهكة - منصور هائل
• طق.... طق - منى صفوان
• حنايا - هدى العطاس
الأمل • عن حقوق الانسان.. محمد.. لا شيء عائق أمام إرادته - عيدي المنيفي
• الصماء البكماء العمياء.. هيلين كيلر!!
• «الحق في الحياة» للشلل الدماغي.. رغبة جامحة في زرع الابتسامة على وجه المعاق
• تنمية ثقافة المعاق كجزء من التنمية الشاملة
• عن حقوق الإنسان.. المعاقون.. فرحة الانتصار - عيدي المنيفي
كتب • أصدقاء الأمس.. أعداء اليوم
• صدر حديثاً عن مركز دراسات الوحدة العربية
• كتاب للمهندسة ريم عبدالغني
وجوه القائمة البريدية عدد الزوار 4579544
طمئنوا وطمنونا عنكم: ساحة التغيير
2011-03-17