صنعاء 19C امطار خفيفة

الحكمة اليمانية في إيران

دمرت دولة الإبادات الجماعية والاحتلال الاقتلاعي الصهيوني المدعوم بدون حدود من الولايات المتحدة عدوة العرب والفلسطينيين، مدرّج مطار صنعاء وآخر طائرة مدنية تنقل اليمنيين إلى عمّان التي يذهب جلهم إليها أو إلى مصر للعلاج بسبب ازدياد عدم الكفاءة العلاجية في اليمن بعد عاصفة الحزم عام ٢٠١٥ وما صاحبها من حصار وما تلاها من صراعات دموية شملت العديد من المحافظات اليمنية، وتسببت هي والعاصفة في تجزئة اليمن، وفي تعدد ولاءات القيادات الجاهزة لقيادة صراعات مستقبلية محتملة جدا لحساب الغير.

 
مطار صنعاء سيصبح مشلولًا بعد تدمير آخر طائرة للخطوط اليمنية كانت على وشك الإقلاع لنقل الحجاج إلى بيت الله الحرام. سينتج عن هذا العدوان سفر الحجاج برًا، وانتقال المواطنين إلى عدن للسفر إلى الأردن ومصر للعلاج وغيره، وتجشم السفر في طرق بعضها وعر وغير آمن، ولكن لا مناص من ذلك.
دولة الاحتلال دمرت قبل هذا في عدة اعتداءات ميناء الحديدة وميناءي الصليف ورأس عيسى، وجربت في عدوانها الأول على ميناء الحديدة سلاحًا مدمرًا جديدًا.
ميناءا الصليف ورأس عيسى تعرضا لعدة اعتداءات، وفي صنعاء والحديدة دُمر مصنعا الأسمنت.
هددت دولة الاحتلال اليوم ٢٨ مايو بفرض حصار بحري على اليمن، واستمرار اعتداءاتها على ثغور اليمن ومطارها، وما تبقى من مؤسسات خدمية.
اليمنيون لأسباب سياسية منقسمون حول صوابية الهجمات الصاروخية لأنصار الله على أهداف إسرائيلية، ولسان حال بعضهم يقول لو تصيب هذه الصواريخ أهدافًا إسرائيلية بما ينتج عن ذلك أضرار جسيمة، لهان الأمر، ولما اختلف اليمنيون على ذلك.
العرب إجمالًا والفلسطينيون خصوصًا يرحبون بهجمات أنصار الله، لأن أحدًا لم ينصرهم في طول الوطن العربي وعرضه. هؤلاء الذين يفرحوا لن يعانوا، وعند الجد لن يسهموا في تعويض خسارات اليمنيين، وهم اليوم بكل حماسهم لتأييد المقاومة الفلسطينية، لن يجعلوا من يهود العالم الذين يتبرعون لدولة الاحتلال بالمليارات قدوة لهم وهم منذ عام ١٩٤٨ يستعيضون عن الفعل بالدعاء والرجاء.
مفهوم للكافة بأن حماس أقرب إلى إيران من أنصار الله، وإيران هي القائدة لمحور المقاومة، ولكنها منذ طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، ورغم ما ألحقته إسرائيل من دمار شامل بغزة وبجنوب لبنان، واعتداءاتها على سوريا قبل ٨ ديسمبر ٢٠٢٤، واغتيالها لعدد كبير من رموز المقاومة في غزة وجنوب لبنان، وفي مقدمتهم الشهيدان إسماعيل هنية وحسن نصر الله، والأول اغتيل في طهران، لم تحرك إيران طائرة عسكرية لترجمة ما نفهم نحن عن التضامن الفعال في هذا المحور الذي أحيل إلى التقاعد، لأنها تزن بالعقل عواقب أي عمل عسكري إيراني ضد إسرائيل على قدراتها العسكرية والاقتصادية، مما حتم عليها الإحجام عن القيام بما هو واجب عليها لموقعها القيادي في المحور.
اليوم لم يعد لدينا في اليمن إلا القليل للحفاظ عليه بالنواجذ، وهذا يتطلب التفكير مرة ومرتين وثلاثًا قبل توجيه أي نيران أخرى نحو دولة الاحتلال، والاقتداء بإيران التي التزمت بالحكمة اليمانية.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً