الشيء الصحيح والمؤكد حاليًا أن الفنون والموسيقى اليمنية تعيش حالة موت سريري، هذا إن صح هذا التعبير، ولامس الحقيقة، ولم يكن به شيء من المبالغة والتزلف أو الاعتباط منا تجاه فنوننا الغالية على قلوبنا.
ولنكن أكثر رحمة بهذه الفنون، فهي فنوننا وتراثنا الذي نتفاخر به أمام الأمم، والذي ورثناه ممن سبقونا.
لنقل بلهجة أقل حدة وأكثر اتزانًا إن فنوننا حاليًا تعيش حالة من الركود والجمود، نتيجة عوامل كثيرة جعلت فنوننا هكذا أمام ناظرينا وأمام أنظار الناس من حولنا.
أولًا افتقادها كثيرًل من المبدعين من شعراء وملحنين وفنانين، وهذه العوامل مجتمعة ليست بالشيء الهين، إذ إنها كان لها وقع وتأثير كبير على تأخر الفنون والموسيقى اليمنية، وعلى عدم اعتلائها مكانها السابق الذي عرفت به كفنون جميلة ومرغوبة في أماكن كثيرة، وكانت ذات الشهرة الكبيرة بامتلاكها مقومات النجاح، وكلنا رأينا وشاهدنا تهافت كثير من الفنانين في الوطن العربي الكبير، على التغني بهذه الفنون، فكل من ترونهم من مشاهير الفن في الوطن العربي، كانت لهم تجارب ناجحة مع الفنون والموسيقى اليمنية.
محمد عبده الذي كما يلقبه محبوه بفنان العرب، عرج على كل ألوان الغناء اليمني، وتغنى بكلمات وألحان كثير من الشعراء والملحنين اليمنيين.
طلال مداح أخذ ما أخذ من هذه الفنون.
الفنان الكويتي عبدالله الرويشد.
الفنان الإماراتي حسين الجسمي.
قائمه طويلة عريضة من الفنانين في الخليج والوطن العربي، نهلوا من أعذب موارد الأغاني اليمنية، وحصدوا الشهرة، وبلغوا مقامات كبيرة من الإعجاب، والسبب جودة هذه الأغاني.
وبما أن الفنون والموسيقى اليمنية اليوم تعيش أوضاعًا صعبة للغاية، وتستنجد من ينقذها ويعيد لها شيئًا من عافيتها المفقودة، فانبرى لحمايتها وإنقاذها أحد أبناء الوطن، وقطع الوعد مبكرًا على إظهار هذه الفنون في أجمل وأحسن صورة.
وليس هذا فحسب، بل إنه طار بها إلى أماكن بعيدة، حتى جعل الناس في كل أصقاع الأرض يترقبون جديده المأخوذ من هذه الفنون.
إنه المايسترو الشاب محمد القحوم، هذا الشاب الذي تعجز اللسان عن إعطائه شيئًا من حقه كمبدع قدم الفنون والموسيقى اليمنية في قوالب موسيقية حديثة ومتطورة.
محمد القحوم نراه في تقدم مستمر، وهذا ما بدا واضحًا من حلفة لأخرى يحييها، وكل هذا يعطينا التفاؤل والأمل الكبير في أن الفنون والموسيقى اليمنية تمرض ولا تموت.
وإلا كيف نفسر إقدامه على الاقتراب من كثير من الأغاني القديمه جدًا من بعض الألوان الغنائية اليمنية، من مثل "صبوحة خطبها نصيب رغبانة وأبوها غلب".
كذلك هو الحال مع الأغاني الصنعانية القديمة والأغاني الحضرمية.
ألف تحية وشكر لابن حضرموت، تحديدًا مدينة المبدعين في شتى نواحي الإبداع، مدينة تريم، محمد القحوم.