صنعاء 19C امطار خفيفة

كتاب الشمس والقمر بحسبان للمهندس الراحل عبدالله محمد فرحان

أهداني نجل المؤلف الأستاذ جمال كتاب والده المعنون بـ"الشمس والقمر بحسبان"، وهو كتاب فريد في موضوعاته، ومؤلفه مهندس عمل في إذاعة صنعاء منذ عام 1955م، وكان له دور في تشغيل الإذاعة في أول أيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.

 
وفي عالم يتسارع فيه الزمن وتزداد فيه الحاجة إلى التنسيق بين الثقافات والتقاليد المختلفة، يأتي كتاب "تحديد أول أيام الشهور الهجرية" ليكون مرجعًا شاملًا لكل من يسعى لفهم أبعاد التقويمين القمري والميلادي. يتناول هذا الكتاب مجموعة من المواضيع الحيوية التي تشمل:
١- تحديد أول أيام الشهور الهجرية: يعرض الكتاب الأساليب المختلفة لتحديد بداية الشهور القمرية، مع تقديم معلومات دقيقة حول كيفية اعتمادها في المجتمعات الإسلامية.
٢- السنة الكبيسة والبسيطة: يشرح كيفية تحديد السنوات الكبيسة في التقويم الميلادي، ويقدم نماذج توضيحية تساعد القارئ على فهم الفرق بين السنتين.
٣- علاقة التاريخ الهجري بالميلادي: يستعرض الكتاب آليات التحويل بين التاريخين الهجري والميلادي، مع عرض قواعد التحويل بشكل مبسط.
٤- التواقيت حسب القارات: يتناول الكتاب تأثير خطوط الطول والعرض على مواقيت الشروق والغروب، وكيفية تأثيرها على تحديد ساعات الليل والنهار في مختلف المناطق.
٥- قوانين الشروق والغروب: يقدم الكتاب نظرة شاملة عن كيفية حساب أوقات الشروق والغروب، بخاصة للمناطق الواقعة على خط الاستواء.
6- أيام القرون الهجرية: يناقش الكتاب الأحداث التاريخية والمعطيات الفلكية المتعلقة بالقرون الهجرية الخامس عشر والسابع عشر والتاسع عشر.
مما سبق يتبين لنا أننا أمام كتاب في غاية الأهمية، وقد عرّف بالمؤلف أديب اليمن الكبير الراحل الأستاذ عبدالله البردوني، وفلكيون بارزون، من بينهم الأديب الفلكي المهندس محمود الصغيري، رئيس الجمعية الفلكية اليمنية، والأستاذ محمد مهدي العلفي، وعبدالحق سلطان، ووزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان، واختتم الكتاب بتقاويم هجرية باسم المؤلف لسنوات ثلاث (1443، 1444 و1445هجرية).
وقد قرض الكتاب الراحل اللواء علي عبدالله السلال، ونجل المؤلف، مما يجعل هذا الكتاب أداة قيمة لكل من يرغب في فهم معاني الزمن، وكيفية تحديده في سياقات مختلفة.
وكاتب هذه السطور باعتباري المسؤول المالي للجمعية الفلكية اليمنية، أدعو الأخ رئيس الجمعية، ومعه الأمين العام القاضي العلامة يحيى العنسي، والفلكي الشاب الأستاذ عدنان الشوافي، لاستكشاف هذا الكتاب الثري بالمعلومات، والذي يجمع بين العلم والأدب، ويعزز من فهمنا لتاريخنا وثقافتنا.
وكمثال على حسابات التحويل سأبين من خلال أمثلة، ومن خلال فهمي للقواعد المعتبرة، وإن اختلفت المعادلات من حيث الترتيب، إلا أنها مستنبطة من كتاب المؤلف التي حددها في كتابه هذا، فمثلًا التحويل من تاريخ هجري إلى ميلادي: لتحويل 1 محرم 1445هـ إلى ميلادي.
- الخطوة الأولى: نستخدم المعادلة التقريبية:
\[
\text{السنة الميلادية} = \text{السنة الهجرية} \times 0.97 + 622
\]
- الخطوة الثانية: نقوم بحساب السنة الميلادية:
\[
1445 \times 0.97 + 622 \approx 2023.65
\]
وبالتالي، تكون السنة الميلادية تقريبًا 2024.
- الخطوة الثالثة: لتحديد اليوم والشهر، نحتاج إلى تحديد بداية السنة الهجرية. 1 محرم 1445هـ يوافق 19 يوليو 2023م.
- لتحويل تاريخ ميلادي إلى هجري: مثال: تحويل 1 يناير 2023 م إلى هجري.
- الخطوة الأولى: نستخدم المعادلة التقريبية:
\[
\text{السنة الهجرية} = \frac{\text{السنة الميلادية} - 622}{0.97}
\]
- الخطوة الثانية: حساب السنة الهجرية:
\[
\frac{2023 - 622}{0.97} \approx 1445.57
\]
وبالتالي، تكون السنة الهجرية تقريبًا 1446.
الخطة الثالثة: باستخدام جداول التحويل، نجد أن 1 يناير 2023م يوافق 28 ربيع الثاني 1444هـ.
- مثال على فرق الأيام: مثال: الفرق بين 15 شعبان 1444هـ و1 رمضان 1444هـ.
الخطوة الأولى: نظرًا لأن شهر شعبان يتكون عادة من 29 أو 30 يومًا، نعتبر أن رمضان يبدأ بعد 29 يومًا.
الخطوة الثانية: إذا كان 15 شعبان، فسيكون الفرق 15 يومًا حتى 1 رمضان.
 

ملاحظات

 
- يمكن استخدام جداول التحويل وقواعدها التي تضمنها الكتاب بسهولة، لأن المؤلف بسطها بحيث يتمكن غير المختصين من تطبيقها، وإن كانت طريقة التحويل من الهجري إلى الميلادي والعكس أصبح متاحًا عبر جوجل بأكثر بسادة وسهولة، إلا أن أهمية الكتاب أنه يعلمنا كيف يتم التحويل بالطريقة اليدوية، وهي حسابات تقريبية، ولكنها تعطي فكرة جيدة عن كيفية التحويل بين التقويمين.
ولكي نبين أهمية اهتمام المؤلف بمعرفة ودراسة خطوط الطول والعرض في عدة مجالات أبرزها الجوانب التالية:
 

أولًا: في مجال الملاحة والخرائط:

 
تحديد المواقع: تساعد خطوط الطول والعرض في تحديد المواقع بدقة على سطح الأرض، مما يسهل الملاحة البحرية والجوية.
وتدلنا على إنشاء الخرائط: تُستخدم هذه الخطوط في رسم الخرائط الجغرافية وتحديد الحدود الجغرافية للدول والمناطق.
 

ثانيًا في تحديد الوقت:

 
تؤثر خطوط الطول على توقيت الشروق والغروب، وتساعد في تحديد الوقت المحلي في مناطق مختلفة، مما يسهل تنظيم المواعيد والأنشطة.
 

ثالثًا: في معرفة الأرصاد الجوية:

 
وذلك لدراسة المناخ: تساعد خطوط الطول والعرض في فهم الأنماط المناخية والطقس في مناطق معينة، حيث تختلف الظروف المناخية باختلاف المواقع.
 

رابعًا: التخطيط الحضري:

 
توزيع السكان: تُستخدم في دراسة توزيع السكان والأنشطة الاقتصادية، حيث تلعب التضاريس والموقع الجغرافي دورًا في ذلك.
 

خامسًا: الاستكشاف العلمي:

 
أي في البحث الجغرافي: تُستخدم خطوط الطول والعرض في الأبحاث الجغرافية والبيئية، مما يساعد العلماء في دراسة الخصائص الجغرافية للأرض.
 

سادسًا: من الناحية التاريخية والثقافية:

 
لفهم الحضارات: يُمكن أن تسهم دراسة هذه الخطوط في فهم كيف أثرت الجغرافيا على تطور الحضارات والثقافات المختلفة.
 

سابعًا: التكنولوجيا:

 
GPS وأنظمة الملاحة: تعتمد أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS) على خطوط الطول والعرض لتوفير معلومات دقيقة حول المواقع.
نخلص مما سبق إلى أن دراسة خطوط الطول والعرض تعتبر أساسية لفهم البيئة من حولنا، وتطبيقات متعددة في الحياة اليومية، من الملاحة إلى الأبحاث العلمية. والعلاقة بين خطوط الطول والعرض والمناطق الزمنية تتعلق بكيفية تحديد الوقت في مناطق مختلفة من العالم. إليك توضيح هذه العلاقة:
 

أولًا: خطوط الطول والمناطق الزمنية:

 
1- تقسيم الكرة الأرضية: تُقسم الأرض إلى 24 منطقة زمنية رئيسية، كل منها يمتد على 15 درجة من خطوط الطول. هذا يعني أن كل منطقة زمنية تمثل ساعة واحدة من الوقت.
2- التوقيت العالمي: يُستخدم التوقيت العالمي المنسق (UTC) كنقطة مرجعية. يتم حساب توقيت كل منطقة زمنية بناءً على موقعها بالنسبة لـUTC.
 

ثانيًا: تأثير خطوط الطول:

 
- تحديد الوقت المحلي: كلما تحركنا نحو الشرق، يتقدم الوقت بمقدار ساعة لكل 15 درجة من خطوط الطول. على العكس، يتأخر الوقت بمقدار ساعة عندما نتحرك غربًا.
- التغير في أوقات الشروق والغروب: لأن الأرض تدور حول محورها، فإن أوقات الشروق والغروب تختلف باختلاف خطوط الطول، مما يؤثر على توقيت اليوم في كل منطقة زمنية.
 

ثالثًا: خطوط العرض وتأثيرها:

 
- تأثير أقل على الزمن: بينما تؤثر خطوط الطول بشكل مباشر على توقيت المناطق، فإن خطوط العرض تؤثر بشكل أقل. ومع ذلك، تلعب خطوط العرض دورًا في تحديد المناخ وطبيعة النهار والليل، خصوصًا في المناطق القطبية.
 

رابعًا: المناطق الزمنية غير المتساوية:

 
- تعديل المناطق الزمنية: في بعض الأحيان، تتبنى الدول أو المناطق مناطق زمنية غير متساوية لأسباب اقتصادية أو سياسية. قد يتم تعديل الوقت ليكون متناسبًا مع الأنشطة اليومية للسكان، مما يخلق انحرافات عن النمط القياسي.
نخلص مما سبق إلى أن خطوط الطول تعتبر هي الأساس في تحديد المناطق الزمنية، إذ تُستخدم لتقسيم العالم إلى أوقات محلية مختلفة. بينما تلعب خطوط العرض دورًا في الظروف المناخية والإيقاعات الطبيعية، فإن التركيز الرئيسي على الزمن يرتبط بخطوط الطول.
والكتاب يتكون من سبعة أبواب حوتها 305 صفحات من القطع المتوسط. وملاحظتي أن الكتاب اعتورته بعض الهنات (أخطاء مطبعية وتصحيف بعض الكلمات، وبخاصة في كلمة الأستاذ عبدالله البردوني، أتمنى على نجل المؤلف تلافيها في الطبعة الثانية).
وفي الختام، نسأل الله أن ينزل شآبيب رحمته ومغفرته على روح المؤلف، ويسكنه الفردوس الأعلى جوار الشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا، وأكرر الشكر والتقدير لنجل المؤلف الصديق جمال عبدالله فرحان.
 
*المسؤول المالي للجمعية الفلكية اليمنية

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً