لماذا لا يعترف اليمني بخطئه؟ ولماذا يُعتبر الاعتراف بالخطأ هزيمة شخصية واجتماعية قاسية؟ هل يعود ذلك إلى ثقافة "العيب" والخوف من أن يُقلل الاعتراف بالخطأ من المكانة الاجتماعية واحترام الآخرين، أم أن ذلك يرتبط ببنية المجتمع اليمني التقليدية التي تقوم على مفهومي الشرف والأصل والفصل، مما يدفع الفرد إلى السعي للحفاظ على صورته أمام العائلة والعشيرة والمجتمع بشكل عام، حيث ترتبط صورة الفرد بمكانته الاجتماعية أكثر من ارتباطها بمؤهلاته الشخصية والعلمية؟
التركيبة الاجتماعية التقليدية تعتبر الخطأ تهديدًا لسمعة العائلة أو القبيلة التي ينتمي إليها الفرد. ومن ثم، يرتبط الاعتراف بالخطأ بالهزيمة أو بما يُعرف عرفيًا بـ"سواد الوجه" وفقًا لمفهوم السلطة والمكانة والسيطرة داخل الوحدة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد، حيث تُحدَّد مكانة الفرد بناءً على تفوقه وقدرته على فرض حضوره الجمعي قبل الفردي في محيطه. وهكذا، يُفسَّر الاعتراف بالخطأ كتنازل يمنح الآخرين فرصة للتفوق، ويُعد هذا في السياق الاجتماعي هزيمة رمزية ليس للفرد كذات مستقلة، بل كذات جمعية تمثل الوحدة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد.