صنعاء 19C امطار خفيفة

عبدالله الجعيدي والإبداعات الشعرية المتجددة

اليوم نقف أمام محلمة شعرية مكتملة الإبداع، وهي من شاعر لطالما أتحفنا بأعذب الأشعار الجميلة.

 
اليوم نقف أمام قصيدة تظهر مدى حب وإخلاص هذا الشاعر لأرضه وأرض أهله وناسه حضرموت التي مهما أعطيناها ومهما امتدحناها وقلنا فيها من الشعر والنثر، نظل مقصرين معها.
ولكن لا بأس من أن يظهر هذا الشاعر وأمثاله من أبناء حضرموت، ممن يذكرون حضرموت في كل إبداعاتهم المتنوعة.
 
وهذه القصيدة الجميلة التي بين أيدينا، نرى وسيرى كل من قرأها، أن حضرمية شاعرها عبدالله الجعيدي طغت على ما دونها من جغرافية كبيرة سواء بالجنوب أو الشمال.
فظل الشاعر متمسكًا بهذه الهوية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.
 
الشاعر قال ما يراه يناسب مشاعره ويريح ضميره كحضرمي يحب أرضه حضرموت، ولا يقبل بدونها أخرى.
صراحة الشاعر كان مبدعًا بكل ما تعني هذا الكلمة من معنى.
شخصيًا أعجبتني القصيدة في كل أبياتها، إلا أن هذا البيت هو الذي أسرني حبًا وإعجابًا، وظهر لي ولغيري شيء من مكنونات الشاعر الإبداعية، وهو البيت القائل فيه:
بر في بلادك كما بر الولد بأمه
واقضي على كل داء فيها وكل فيروس
الشاعر كما يوحي لي أنه يدعونا جميعًا لترك كل الأحزاب والمكونات آلتي تكتظ بها حضرموت، والتركيز، بل التمسك بحلف قبائل حضرموت، هذا المكون الحضرمي الأصيل الذي قطع القائمون عليه عهدًا بالمطالبة بحقوق حضرموت مهما كلفهم ذلك من ثمن.
والآن تعالوا وتابعوا القصيدة بكل أبياتها:
 
خلّك مع الحلف لو عينك على القمّة
وإلا تروم الشّرف والعز والنّاموس
والهضبة الصامدة عزمك لها زمّه
وإن شفت حيّة بعرقوبك عليها دوس
والشمل لو فرقوه أعداء الوطن لمّه
وارفع عن أرضك وعن صدر أهلها كابوس
والذايبي خل من لا ذاقه (يشمه)
لو قامت الحرب أو دقوا لها ناقوس
بِر في بلادك كما بِر الولد بأمه
واقضي على كل داء فيها وكل فيروس
أو الزم الصمت واترفّع عن النّمة
واحذر تهاجم وتتحدى صلاب الرؤوس
وإن كان للحضرمة ما فيك شيء هِمّة
خلك مع اللي يبيعون القيم بفلوس
وإلا مع اللي يخون العهد والذمّة
وإلا مع اللي علمهم دائمًا منكوس
وأرمي بشالك وجنبيتك والعمّة
عند أول (صحون) للمندي وللمكبوس

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً