صنعاء 19C امطار خفيفة

فارس الميدان!

فارس الميدان!
جمال حمدي- تصوير عادل حويس

قلت مرات كثيرة إن الكرة كرة القدم فن من الفنون الراقية، تقنعك بهذا لمسة من لاعب فنان...

لاعب آخر يقنعك أنها سباق خيول، من لديه لياقة عالية وصل، لكنك تترك مكانك وتذهب بعيدًا، فإن لم تستمتع فعليك أن تغادر المدرج أو تقفل التلفزيون...
لاعبون بعدد آهات الإعجاب يكسبوك من أول لمسة... ولاعبون يجعلونك تلعن الكرة ومن اخترعها...
مثل كل شيء، الحقيقة نسبية حتى في الكرة...
أن ترى مشهدًا لـ:
بيليه
رونالدينيو
رونالدو البرازيلي
والبرتغالي
ميسي
محمد صلاح
فتنسى نفسك، أقسم إنني أستمر عند إعادة المشاهدة لهذا البرازيلي الماهر رونالدينيو...
وفي العالم العربي ثمة من يجعلك تصيح إعجابًا، أحمد راضي من العراق مثلًا، وهناك الخطيب، وهناك تميم، وهناك التيمومي، وهناك وهناك...
وعلى المستوى المحلي:
الجهمي وعبدالعزيز القاضي
وشكيب وجمال وخالد الناظري وطارق السيد وآخرون جعلونا نقفز من مقاعدنا لهدف، لتسديدة، لصناعة هدف، وجمال ظل طويلًا صخرة دفاع المجد، قبل أن يذهب إلى أهلي صنعاء مهاجمًا...
جمال حمدي... اسم لايزال يتردد في جنبات الملاعب وعلى الأفواه وفي صفحات الرياضة... لن أنسى شويت ومحمد الآنسي ويحيى جلاعم والصنعانيين وعبدالله الروضي ونصر ومحمد مطهر والعذريين... والقائمة تطول، وفي الجانب الآخر هناك لاعبون مروا مرورالكرام... لم يتركوا أثرًا وراءهم...
جمال حمدي اللاعب الفذ، فارس الميدان
شكل هو ومهدي رحمه الله وشويت الخلوق ومحمد الآنسي ومهدي علوان، تشكيلة ولا أجمل في المجد... وقد تألمت كثيرًا يوم أن ترك المجد، لا لشيء سوى أنني مصاب بعقدة "الزمالك والأهلي"، حيث ضاعت كرة القدم المصرية بين الناديين، وتركت الآخرين مكشوفين!
كان المجد يضم نخبة من اللاعبين الأكفاء، على رأسهم جمال والآنسي والحريف شويت، ذلك الذي أتى من إريتريا إلى أهلي تعز، فالمجد، ليندمج بالحياة اليمنية إلى الرأس، ويغادر صنعاء، بعد أن ترك أثرًا كبيرًا، إلى أمريكا، خذ محمد الآنسي ومهدي وأسماء أخرى وإدارة متمكنة برئاسة عز الدين هبة الذي غادر هو الآخر إلى حيث هو الآن، يوم أن جرى دمج بعض الأندية في البعض الآخر، غاب لاعبون وذكرياتهم وذاكرة الجمهور... وما لم يأتِ يوم تتحول فيه كرة القدم إلى شركات ليحترف اللاعب القادر، فلن تجد لهم أثرًا يذكر... ويصاب القادم بالعمى.
كان جمال قلعة دفاع المجد التي يعمل لها مهاجمو الفرق الأخرى ألف حساب، وعندما التحق بأهلي صنعاء عمل المدرب على تغيير مركزه إلى الهجوم الذي تميز فيه...
الآن جمال حمدي لايزال شخصية لها حضورها بعد أن ترك الملاعب...
وهو إنسان جميل بكل ما تحمله الكلمة من معنى...
جمال يمثل الجيل الفذ في كرة القدم، وما يجعلك تأسف أن آثارهم تندثر لأن الأندية لا تحتفظ بأرشيف مباريات فرقها، والاتحاد هو الآخر غير مهتم بأن يقدم الأجيال السابقة للأجيال اللاحقة!

 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً