كانا كلما التقيا سأله عن الحال فيجيبه ضاحكًا:
يا زرقة سنعلنها عليك ثورة حمراء
فيعلق الأستاذ الزرقة ضاحكًا: وقيص أو نص وقيص!
كان الأستاذ حسين هادي جُبارة يومها عضو هيئة التحرير لصحيفة "الثورة"، ثم رئيس تحرير بقرار من الأستاذ يحيى العرشي، وزير الإعلام والثقافة، كان جبارة يبني بيته الخاص، ولظروفه ظل يبنيه سنوات طويلة حتى أصبح مادة للتندر.. وأثناء بنائه دخل في غيبوبة استمرت طويلًا حتى توفي رحمه الله...
جبارة كان الوجه الآخر للصحيفة التي وجهها الثاني محمد الزُّبيدي
ودودًا كان جبارة
بريئًا إلى حد لا يصدق
صديقًا للجميع
مكتبه بجانب مكتبي لا يغلقان نهائيًا
قلبه مفتوح للجميع
أخ لكل الصحفيين في المؤسسة
لا تسمع عنه إلا كل خير
كانت فترته في رئاسة تحرير صحيفة "الثورة"، ليست بالطويلة، بسبب المرض الذي هاجمه بغتة، فطرحه على الفراش سنوات.
جبارة من ذلك الجيل الذي درس في الاتحاد السوفيتي، وعاد يحلم ببناء وطن في ظل دولة لم تأتِ، وحلم تبدد..
مثل جبارة هناك أسماء كثيرة في هذه المهنة، تستحق التكريم، لا ندري من سيكرمها
لكننا نكتب، وربما في يوم من الأيام يأتي من يتذكرنا السابقين واللاحقين... وقبل التكريم يأتي من يعيد المؤسسات إلى وظيفتها المهنية الأصلية، لتستطيع أن ترتفع بمعيشة الصحفيين الحقيقيين، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر...
السلام لروح جُبارة وكل آبائنا المهنيين الذين غادرونا في طول البلاد وعرضها...