وصف أمين عام التجمع الوحدوي اليمني، الدكتور عبدالله عوبل، الرئيس الشهيد عبدالفتاح إسماعيل، بأنه قائدٌ تمرس على مختلف أساليب الكفاح، و"قدم للوطن كل ما لديه من أعمال وأفكار وخبرات".
جاء ذلك، في كلمة كان من المقرر أن يلقيها بالنيابة عنه الأستاذ عبدالملك ضيف الله، في فعالية منتدى "التنوير" في صنعاء الخميس، في الذكرى الـ85 لميلاد "الرئيس الشهيد عبدالفتاح"، غير أن سلطة الحوثيين منعت إقامة الفعالية، وفيما يلي نص الكلمة:
نحتفل اليوم بالذكرى الـ85 لميلاد الرئيس والأمين العام السابق للحزب الاشتراكي الشهيد عبدالفتاح إسماعيل، وهو القائد السياسي الذي تمرس على أساليب الكفاح المختلفة، ابتداءً من الكفاح المسلح للجبهة القومية التي كان أحد قادتها الكبار، وقيادته للعمل الفدائي في فترة من فترات الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن. وباعتباره من قيادة العمل الوطني المسلح قبل الاستقلال، فقد كان أحد قادة الوفد المفاوض في الجنوب من أجل الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م.
لقد كان عبدالفتاح إسماعيل قائدًا فعليًا للنقابات الست، وخاض مع الرئيس الشهيد سالمين حوارًا بناءً مع قيادة المؤتمر العمالي وتهدئة التوتر بين النقابيين، كما يذكر الأستاذ المناضل محمد سالم باسندوة.
لقد كان الشهيد عبدالفتاح إسماعيل مناضلًا جسورًا ومثقفًا أصيلًا، وفي طيلة حياته السياسية ظل قياديًا إلى يوم استشهاده، فقد كان عضوًا في اللجنة التنفيذية للجبهة القومية في المؤتمر الأول والثاني والثالث للجبهة القومية خلال فترة الكفاح المسلح، ثم وزيرًا للثقافة في حكومة بعد الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م. ثم ابتداء من المؤتمر العام الرابع للجبهة القومية أمينًا عامًا للتنظيم السياسي للجبهة القومية ثم التنظيم السياسي الموحد ثم الحزب الاشتراكي. وخلال كل هذه الفترة قاد التنظيم السياسي ثم التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية عملية البناء للدولة الجنوبية حديثة الاستقلال، وتثبيت الاستقلال، والشروع في البناء وإعادة البناء للمؤسسات، والشروع في عملية التنمية في طريق الثورة الوطنية الديمقراطية بآفاقها الاشتراكية، ولقد أسست الجبهة القومية ثم الحزب الاشتراكي اليمني نظامًا سياسيًا يعتبر حتى للجنوبيين هو الأفضل حتى الآن رغم كل العيوب والممارسات الخاطئة والصراعات الدموية غير المبررة، إلا أن المواطنين كانوا لا يشعرون بفوارق طبيعية كبيرة، ولا تحكمهم طبقة ثرية، ولكن النظام كان يوفر الخدمات المجانية للفقراء في مجالات الصحة والتعليم والسكن وثبات أسعار السلع من خلال صندوق دعم أسعار السلع الأساسية.
إننا إذ نترحم اليوم على هذا القائد الوطني الكبير، فإننا في حزب التجمع الوحدوي اليمني نتمنى أن تعاد دراسة تراث الشهيد عبدالفتاح إسماعيل، وقراءته في ظروف تلك الفترة، واستخلاص العبر منه خلال مسيرته النضالية الطويلة لاستلهام الخبرات النضالية منه لأجيالنا القادمة.
ليخلد التاريخ الشهيد فتاح، ولنتذكر أنه قدم للوطن كل ما لديه من أعمال وأفكار وخبرات نحن بحاجة اليوم إلى من يتذكرها للخروج من حالة البلاد المأساوية الراهنة.
رحم الله الشهيد فتاح، والمجد والخلود للوطن اليمني العظيم.