يعلي ديننا الحنيف قيمة الإنسان، ويسمو بها على أي طقس أو رمز ديني. ومن أمثالنا المحفوظة والمتبعة أن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع، وفي هذا تقدير من المجتمع ككل لأهمية قيمة الإنسان وحقه في البقاء على قيد الحياة بكرامة وعزة. والرسول العظيم يقول: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع".
إن وضعنا الاقتصادي صعب، وتتمثل الصعوبة في الزعم المتواصل بالعجز عن دفع مرتبات مستحقة وواجبة على أية سلطة مهما كانت أيديولوجيتها وأزماتها المالية، لكل موظفي الدولة بدون انتقاء وتمييز وتبرير.
وفي ضوء معاناة مناطق وكتل سكانية كبيرة من الفيضانات والأمطار هذا العام، وبخاصة في تهامة التي ظلت على هامش اهتمامات كل السلطات السابقة والحالية، فإني أزعم أني أعبر عن أناس كثر يدركون حجم المعاناة والخسائر والتقصير الحكومي، ويتمنون من السلطة إعطاء الأولوية القصوى والعاجلة لإغاثة واجبة عليها للمنكوبين من الفيضانات والأمطار والسيول في تهامة ومقبنة وغيرهما، وصرف النظر هذا العام كلية عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وتخصيص التكاليف، وهي مال عام مقدس، يصرف في مصالح عامة للإغاثة وإعادة التعمير.
وبجانب ذلك أهيب بالسلطة القيام بحملة شعبية ورسمية تشارك فيها منظمات المجتمع المدني والعلماء، لجمع تبرعات حكومية وأهلية للمناطق والسكان المتضررين من الفيضانات، وتحديد الأولويات العاجلة للإغاثة.
أنا واثق بأن من يعنيه الأمر شرعًا أو دستوريًا، سيصغي ويستجيب، ويعمل، ولا يتوانى عن أداء واجبه والقيام بمسؤولياته.
إن الله دائمًا في عون من يهتم بشؤون الناس، ويخدمهم وقت الشدائد والملمات، ويترجم جوهر الإسلام إلى أفعال ملموسة.