منذ فترات بعيدة لم أخفِ حبي وإعجابي الكبير بهذا الفتى الحضرمي الشيخ عمرو بن علي بن حبريش العليي.
عمرو الذي أراه ويراه الكثير مثلي
أنه الكبير في كل شيء.
الكبير بما يمتلك من عقل يزن الأشياء بدقة عالية، ويعرف الخصم من الصديق، ويعرف مداخله ومخارجه الآمنة.
الكبير بما لديه من هبة ربانية اختصه الله بها عن سواه من البشر مع من سبقوه من أهله الراحلين ومن تبقى منهم على قيد الحياة.
الكبير بما أظهره حاليًا من شجاعة وإخلاص لأرضه أرض حضرموت.
الكبير بجنوحه إلى جانب أهله وإخوانه في هذا الظرف العصيب، فلم يقف إلا هو، فأين البقية ممن يتغنون بحب حضرموت؟
هل ابتلعهم البحر؟
قد يصورني البعض أني أتحامل عليه بعض الشيء في بعض كتاباتي، لكن حتى وإن افترضنا أن ذلك تحامل، فهو ليس به شيء من الحقد والكراهية كالبعض، بل إن مصدره ومضمونه النقد البناء الخارج عن الألفاظ والعبارات الجارحة.
كانت لدي ثقة كبيرة أن هذا الرجل سيكون له شأن كبير في قادم الوقت في حضرموت وخارج حضرموت. وهذه الثقة لم تكن ثقة عمياء كما قد يظن البعض، أو أنها ثقة من دون مقدمات.
المقدمات والنتائج كثيرة، منها أن الشيخ عمرو سيمنعه أصله عن تغليب مصالحه الشخصية على المصالح العامة.
اليوم كما ترون أن الكثير من أبناء حضرموت في السلطة المحلية وفي الحكومة، وقفوا موقف المتفرج مما يحصل بحضرموت وأهل حضرموت من ظلم لا يترضيه حتى اليهود، فكان هذا الرجل السباق في رفع الظلم الحاصل على حضرموت وسكانها، وبدأ في النداءات المتتالية برفع الظلم وإعطاء أبناء حضرموت حقوقهم كاملة.
لم ييأس، ولم يستسلم، فاستمر في توجهاته وما ينوي القيام به خدمة لنا كإخوان له وكأبناء جلدته.
ومن ينظر لما يقوم بها بن حبريش من أعمال، فهي تعد في قائمة الأعمال الفدائية.
لم يفكر في المنصب ومغرياته كوكيل أول، أي نائب المحافظ.
ولم يفكر في اتخاذ الصمت عنوانًا كالبعض من الملتزمين الصمت ممن يطلق عليهم هذا القول "قع ذرة وكل سكر".
جاهر بالحق في وجوه الظالمين لحضرموت وأبناء حضرموت.
من هنا نقول إن أعماله هي التي تكبره وتجعله في مكانة عالية. مكانة لا تأتي بردًا وسلامًا، ولا تأتي بالتمسح وزيارة القبور.
صباح اليوم من الهضبة يجدد عمرو عهده الذي لم يتزحزح عنه على مواصلة نضاله، وعلى أن حضرموت وجب أن تأخذ حقها، وهذا كله لن يتأتى إلا بالتفافنا يدًا واحدة، فهل نكون قد المهمة؟
وهل نخلص لحضرموت اليوم قبل الغد؟
عمرو لم يزل هو ذاك الذي عرفناه، فلم يخيب ظننا به كشخص مخلص لأبعد الحدود، وعلى نهج من سبقوه مستمر، فنكون له العون والمدد، ونقترب منه أكثر حتى نستعيد خيراتنا وثرواتنا التي تنهب جهارًا نهارًا، فيكفي سكوتًا، ويكفي إذلالًا، فلنقف مع من يقف معنا، لا مع عدونا ومن يسقينا مرارات العلقم.