إن كان كما هو شائع من قول في مناطق ساحل حضرموت، وهو قول يقترب كثيرًا من الحقيقة، من أن المقدم سالم مبارك الغرابي يعد إلى جانب أعداد قليلة جدًا من مقادمة الساحل، ممن أظهروا مدى حبهم وإخلاصهم لتراب هذه الأرض الطيبة المسماة حضرموت.
سالم مبارك في زمن قصير جدًا حقق ما عجز عن تحقيقه من سبقوه ومن واكبوه كمقادمة وشيوخ قبائل.
وما حققه سالم مبارك مازال حديث الناس عنه لا ينقطع، ومن ينظر تلك الانتصارات المتسارعة في ذلك الزمن القياسي القصير، فهي دون غيرها من عجلت وجعلت الناس يثقون ويطمئنون لسالم مبارك كرجل صادق ومخلص.
كذلك علينا أن نعرف أن الناس لا تريد إلا من يعاملها بالصدق، ويكون قريبًا منهم، ويشاركهم همومهم.
هكذا هو سالم مبارك الغرابي في ساحل حضرموت، وأيضًا كما لاحظنا ذلك خلال تجولنا في بعض مناطق الوادي والصحراء خلال زيارة الأسبوع قبل الماضي، الكل يفرح بذكره، والكل يتمنى رؤيته، فأصبح محبوب الجميع، والمدافع عنهم، بل الند في هذا الزمن لرفع الظلم الحاصل عليهم.
الشيخ صالح بن حريز أبو مسفر، هو الآخر أحد صناديد حضرموت وأبطالها المخلصين. فكلنا عرفنا حب هذا الرجل في أكثر من مكان من تراب حضرموت.
إخلاص بن حريز أتى في تلك الفترة، وهي فترة غير فترة اليوم، بل لم تكن كالفترة الحالية التي نمر بها.
أبو مسفر لم يتغير، ولم ييأس كالبعض، بل ظل صامدًا صمود الجبال، وظل متمسكًا بنضاله في انتزاع حقوق حضرموت. وما إن أعلن الإخوة في حلف قبائل حضرموت مطالبتهم بحقوق حضرموت، وبدأوا خطواتهم التصعيدية، حتى رأينا الشيخ صالح مرابطًا بالهضبة مثله في ذلك كمثل رجل حضرمي لا يرضى الذل والمهانة والتجويع وسياسة الإفقار التي تمارس ضدنا كحضارم.
أضمن القول إن الاثنين: سالم مبارك وصالح بن حريز، إن تم إشراكهما المشاركة الفعالة في ما ينوي الحلف القيام به قريبًا، فسنكون في مأمن من أن حقوقنا ستعود وفي وقت قصير.
المرحلة لا تتطلب المراوغة والصبر الطويل، بل كما نرى أنها تتطلب التسريع في انتهاج ما تراه مناسبًا من أعمال تعيد لك حقوقك وبأسرع وقت.
كذلك استغلال الزخم الحاصل والتأييد الكبير من كل أبناء حضرموت لفعل شيء يعيد لنا حقوقنا، ويوقف هذا النهب اللعين الذي طال أمده.
أتمنى أن تكون للحلف خطوات أكثر وجعًا وألمًا لناهبي خيرات أرضنا.