معرفتي به ليست مصادفة، بل إننا زملاء مدرسة من إعدادية سيف فثانوية عبد الناصر. فالحياة بطولها وعرضها.
من مثل عوض في خلقه وأدبه، من مثله في قيم لم تتغير ولم تتبدل؟
هذا الرجل كان مدير الأمن، فسألوا عنه. كان وكيلاً للداخلية، فسألوا من تعامل معه وزامله. وكان في الجوازات، وكان في المباحث. وفي ديوان النبلاء، رحمه الله د. يحيى الحيفي، جلسنا سنين طويلة نغرف من معين لا ينضب، هو معرفته وخلقه.
الآن، صرت أخجل عندما أتصل به وكأنني السبب أو المسؤول. وصرت أخجل عندما لا أتصل به، وأنا لا أقصر، فلم يكن يمضي يوم أو بضعة أيام إلا ويسأل أحدنا عن الآخر.
عوض يعيش يعاني، يا ناس. نجله وشقيقه لا يزالان معتقلين إلى اليوم. زوجته توفيت كمداً يوم أن قالوا إنهم حكموا عليهما بالإعدام، الولد وعمه. كتب، ناشد، خاطب كل ضمير... بلا جدوى.
والآن، أنا لن أشتم، ولن أسخر، ولن أتهم. بل أخاطب كل ضمير حي، وأوجه ندائي إلى روح كل أب مسؤول عما يحصل لعوض يعيش، أن يكفي.
أقول لكل إنسان: هذا لا يجوز، والله لا يجوز. ويا رب العباد، أنت الشاهد والمنصف.