الدور الوظيفي لإسرائيل يتآكل بشكل سريع منذ بداية الألفية. المستعمر الاستيطاني الأوروبي- اليهودي في فلسطين ما عاد الاستثناء الذي كان في القرن ال20؛ استثناء من بين استعماريي القرن العشرين بل هو المستعمر المشرعن وفق قرارات الأمم المتحدة قبل نشأة الكيان وبعده. مثلما انها الاستثناء في كل شيء يتعلق بحقوق الانسان.
اسرائيل الدولة التي منحها الغرب رخصة دائمة في قتل الفلسطيني وحصانة كاملة من العقاب!
بمعزل عن رطانات بعض الأعراب، اسرائيل هي "كيان استعماري استيطاني احتلالي احلالي إبادي".
كانت.
وبقيت كذلك.
والآن؟
الرخصة مستمرة والحصانة قائمة لكن هناك مؤشرات على ان تلك الرخصة وهاتيك الحصانة إلى زوال بفعل تغير فعلي في الرأي العام في دول الغرب، وتسارع التحولات في العالم باتجاه نظام دولي جديد، ولكن أولا وأخيرا، بفعل صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وفشل إسرائيل في اقتلاعه من ارضه.
إسرائيل ذاتها صارت موضوع الاسئلة الوجودية المتعلقة باستمراريتها ومصيرها عند قادتها ومحللي وسائل الإعلام الصهيونية.
إسرائيل المتوحشة فتلت عشرات الالاف في غزة لكن الأكيد انها عجزت عن فعل ما اعتادت عليه في العقود الأربعة الأولى من قيامها؛ تهجير الفلسطيني من فلسطين التاريخية.