علاقتي بـ"القات" وثيقة.. فغالبًا ما وجدت في الغصن الأخضر، عزوتي وسلوتي من وجع الحياة وقسوتها.. غير أن هذه العلاقة توشك على الذبول.. فقد انتهى عهد الملاذ الأخضر.
منذ زمن بعيد، كان "القات" لصيقًا بي في فرحي ووجعي.. وفيًا مؤنسًا من وحشة الحياة، وضياءً من ظلمة القلوب المتحجرة.
وعندما ينفض الجمع، ويخذلني ذوو القربى، كان هو الملاذ الأخضر الذي أستعين به على الأيام الثقيلة المتربصة بي بعيني ذئب وأقدام ثور.
لكنه اليوم يثقل صدري المتعب الضعيف -تمامًا بالمعنى الحرفي للكلمة- ما يستوجب الإذعان والاستسلام لنصيحة الكثير، في ضرورة الابتعاد عنه أو التخفيف منه.. وهو ما يضعني ورفيقي الأزلي على أبواب الفراق الصعب والمؤلم.. خلافًا لما اعتقدته كثيرًا، من أن العلاقة بيننا تحوطها هالات الخلود، وتحرسها آيات الأبدية.. ليصبح الفراق المرتقب، ولو إلى حين.. إيذانًا مؤسفًا بأفول ألق الحياة ورونقها.
"فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي..
لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.
لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".