صنعاء 19C امطار خفيفة

بين يدي زرقاء اليمامة

مدخل:

 
حيرتنا الحالة اليمنية كلما قلنا عساها تنفرج قالت الأيام هذا المبتدأ، ونحن نبحث دومًا عن صحيح الخبر بعيدًا عن التحليق في فراغ المعلومات، ما أمامنا سوى قشاش من شذرات تعمي ولا تقوي عزيمة العقل والبصر.
نحن أمام منعرجات تسارعت مثلما كانت المعارك تتسارع لتحسين مواقع كل طرف لحسابات قادمة.
 

مكونات الغموض

 
نحن أمام ثلاثة عناوين بالتأكيد الربط بينها وارد دونه تعقيدات ومشاكل تتعلق بالفرقاء ونظرتهم لبعض.
لقاء مسقط لم يأتِ من فراغ، مركز مسقط وثقله موغل في القدم، وقد رتب من زمن موغل في القدم، وقد أجادت الدور بحكم موقع وتاريخ يخدمان هذا الدور.
لقاء موسكو... لقاء الكرملين هكذا تريد موسكو أن يكون عنوان الخبر.
لقاء بكين أرض الرفيق ماو وفقيه الإصلاح الأستاذ عبدالوهاب الآنسي ورفاق وفده.
ولما كان ما توارد لدينا من بينات تفصح عما يحمله كل عنوان زهيدًا لا يغني ولا يسمح ببناء مصفوفة حلول تعتمد على حيثيات مؤكدة، وذلك طبعًا محال، فما بالبئر يظل ببطن مالك البئر... لكن نعتقد بأن لقاء مسقط هو الأكثر سرية وغموضًا وأهمية، وتصب في مياهه مخرجات لقاءي موسكو وبكين.
والحال كذلك تحكمه السرية والغموض والتباينات لأغراض شتى لأسباب عدة سنعود بشأنها لزقاء اليمن على منظارها الأقدر على كشف الغموض، فاجأتنا بسؤال من العيار الثقيل: وأين ذهبت حكمة اليمن السعيد؟
قلنا ذهبت مع قائلها الأمين منذ زمن طويل، وما تبقى لدينا غير لت وعجين، خضنا خلالها حروبًا طاحنة ورياسات بائسة وانقلابات دامية، ومصالح بحقوق الناس والبلاد باطشة، ناهيك عن رهن البلاد لمن يأتي حاملًا بين كتفيه أرتالًا من ذهب... صمتت برهة بعدها قالت يا أوقعتني في حرج، فمن أية جهة من أية مرحلة من أي عنوان وعند أي طرف أمد النظر أجول أبحث لتكون مصداقية ما سوف تقول... تحليلنا مبني على حقائق كشفتها زرقاء اليمامة، وتلك أمانة وأنت أعلم حتى الجبال نأت بنفسها عن تحمل الأمانة، لكني سأتحملها من أجل خاطر اليمن وشعبها المنكوب. هكذا نحن.
قلنا لزرقاء اليمامة تحية أهل اليمن، لكن ذلك غير، نريد تحليلًا يحلل ما يجري، وما ضمانات عدم السقوط، لأننا نأمل فعلًا بنجاح ما يجري بمسقط سلطنة التاريخ والحوار في صراعات اليمن سواء لوحدها أو بإيعاز من قبل قوى ذات أثر.
تأوهت زرقاء اليمامة، أخذت نفسًا عميقًا أطلقت لعنانها قول حقائق بالمختصر.
ميادين السياسة لعب أوراق تبادل مصالح تسويات تطبخ على نار هادئة شروطها.
أطراف لها وجود عناصر قوة جماهير دافعة... ملفات يسهل البت بها إن توافقت حولها مسبقًا القوى التي على الأرض تتصارع تخضبها دماء تجعل من الحل على العقلاء شبه مستحيل. هنا يأتي دور الراعي النجيب خاليًا من أي هدف، ذلك محال في عالم السياسة، إذ جوهرها بقدر ما تأخذ تعطي، وهنا الخطر الأكبر لما يجري بمسقط التي ما كانت لتقدم إلا وقد توافقت الإرادات، وإن كان الأمر خلاف ذلك، فلمَ يعقد اللقاء إذن... لقاء تحفه تزفه بوارج ونيران البحر الأحمر أصلًا، لكنه زادته النيران احمرارًا، ومن أشعل الفتيل يعرف أين مربط الفرس، هكذا تقول زرقاء اليمامة، وقد أسرع بالمجيء الموفد الأمريكي والمبعوث الأممي وأطراف الصراع الرمزي بينهم سد مأجوج ويأجوج، لذا كان حرصهم على معلومات شحيحة تعمي البصيرة بدل تقوية البصر.
تختتم زرقاء اليمامة القول بالتمني والأمل:
كل التمنيات أن تحسن الأطراف جمعاء مصالح شعب اليمن عبر التوافق المزمن على حلول تبدأ بالأسهل كي يفسح الطريق تدريجيًا نحو منحدرات الأصعب، كما تضمنتها خارطة الطريق التي لن تكون خارطة للطريق ما لم تلبِّ مصالح كل الخلافات والاختلافات والتباينات ذات الطابع الجوهري.
هل سنسمع إنهاء ملف المعتقلين جميعًا دونما تلاعب وتسويف؟
حل قضايا الرواتب، استكمال خارطة فتح الطرقات، والدخول الفوري في معالجة ما يهم قضايا الناس من رواتب وأمن وكهرباء، والحل الفوري وليس السحري لصراع البنك المركزي الشرعي والمنسلخ عن الشرعية، لأن المتضرر أولًا وأخيرًا الناس وعملتهم البائسة واقتصادهم الأكثر بؤسًا.
زرقاء اليمامة شددت على من يبخلون بهذه المرحلة على شعبهم بالمعلومات ألا يعودوا إليه بخفي حنين... لأن الناس تدرك أن النجاح منقطع النظير دونه عقبات، لكن التمكن من اختراق جدار برلين اليمن بيد من ذهب يفاوض على ألا يكون حاملًا هد حائط برلين على الطريقة الأمريكية.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً