صنعاء 19C امطار خفيفة

صوت.. معلومات مش أكيدة

2007-03-22
صوت.. معلومات مش أكيدة
صوت.. معلومات مش أكيدة
اعتقدت أن زياد الرحباني قد تناسى موسيقاه وأنه قد راح إلى حد الطرف في ضياع وقته مدافعاً ومنظراً للمقاومة اللبنانية وحزب الله وحسن نصر الله، ونصرهما الإلهي. اعتقدت ذلك مع كل مقال جديد له على صدر جريدة «الاخبار» اللبنانية الوليدة لصاحبها وناشرها الذي كان قد رحل تاركاً «السفير» بداية تفاعلات اغتيال الحريري مؤسساً «الاخبار». وهو ذاته «سماحة» الذي رحل عن عالمنا فجر الأحد قبل الفائت بسكتة قلبية مفاجئة، وهو القلم الجميل الذي طالما احببته وهو في «السفير» في تلك الافتتاحية الثانية بعد طلال سلمان.
اعتقدت زياد الرحباني قد تناسى موسيقاه، وأنه قد راح إلى ما راح إليه، وهو حر في رواحه هذا. لكن بدا أن مقاومة زياد كانت في جيب وأن موسيقاه في جيب آخر. ما كان في عمله الأخير مع المطربة لطيفة في ألبوم «معلومات أكيدة» يقول بذلك.
ولكن على الرغم من كل هذا اللبس الذي يقدر ابن «فيروز» البكر فعله على الدوام، اللافت على الرغم من كل هذا أن الألبوم من انتاج شركة «روتانا» الخليجية. هي ذاتها الشركة التي جذرها الخليج العربي، ولزياد الرحباني موقفه من كل ذلك وهو الرافض على الدوام إقامة جسر تواصل أو حتى مجرد رابط مع ثقافة النفط تلك -حد رأيه- وكل ما يكون وينبعث منها. وربما لهذا السبب اعتذر لأكثر من مرة عن مرافقة والدته لحفلات لها على ضفاف الخليج. وربما، أقول، لهذا السبب أيضاً لم يسجل زياد الرحباني اسمه على غلاف الالبوم قائلاً ان عمل «معلومات أكيدة» من صنع أنامله وإبداعه الباهي، وهذا على سير عادته دائماً وأيضاً كما عهدناه فخوراً ومبتهجاً بما يصنع وينتج.
في عمل «معلومات أكيدة» لزياد الرحباني ما حسبته تقول ب8 أعمال من أصل 12 عملاً. 8 أعمال موزعة بين اللحن والكلمة، ولحن واحد موزع على «عطل وضرر»، ونراه مرة أخرى في «ريمكس» على الوجه الثاني من الألبوم.
على العموم، هناك «معلومات أكيدة» كما «معلومات مش أكيدة» في لعبة توأمة موسيقية مبتكرة لا يجيد فعلها كلاماً ولحناً غير زياد الرحباني. وتالياً، هناك «أمِّن لي بيت» وهناك «بنص الجو»، وأيضاً «نفد ع بكرة» وكمان «دورت أيام الشتي».
لكن المهم في كل هذا، ان زياد الرحباني يعيدنا إلى فيروز في كل ما قام بفعله في «معلومات أكيدة» ولو كان هذا عن طريق «لطيفة». لكن ما يهم أيضاً وفوق كل ذاك ان يبقى زياد في الفن وأن لا يذهب إلى سواه، هذه رغبة وليست نصيحة، إذ لا أجيد ولا أقوى على النصح، مكتفياً هنا بذكر ما قاله عباس بيضون على صفحات «السفير» عدد 24/2/2007م الفائت.. «زياد الفنان يغدو شيئاً آخر غير زياد الرحباني السياسي. الفنان لا يستطيع أن يساير السياسي إلى الآخر. في السياسة شيء ميت محنط قديم وامتثالي، في السياسة تخريج ومناورة، والفن لا يمكنه ان يبقى مطيعاً واصطلاحياً. في برنامجه اليومي كما في مسرحياته فيما بعد كان زياد. كأي فنان صحيح، يبدأ بذاته، يسخر من ذاته وبعدها يمكنه أن يهول الجميع.
الفنان هو من لا يصدق نفسه. إذا فعل ذلك يغدو خطيباً، وزياد قد يخطب في السياسة لكنه لا يخطب في الفن».
ولهذا وفي هذي النقطة بالذات، لا أؤمن بزياد الذي يخطب في السياسة، لكني اعتقد كثيراً وكثيراً بزياد الذي يقول ويصنع فناً خالصاً وهو ذاته ما يقطر من بين اصابعه إذ يقوم عازفاً على بيانو ولحن «مش كاين هيك تكون».
- جمال جبران

إقرأ أيضاً