في موقف أقل ما يقال عنه إنه موقف رجولي لا يأتي إلا من الرجال المخلصين الحقيقيين لبلدهم.
كذلك أكرر أن هذا الموقف ينم عن الإحساس بالمسؤولية التي يفترض بنا جميعًا أن نكون قدرها.
واختصارًا للموضوع ففي تظاهرة جماهيرية كبيرة أمس السبت 22/6/2023، تداعى كل أبناء مديرية الديس الشرقية في ساحل حضرموت، من مقادمة قبائل وشخصيات اجتماعية وسياسية ومثقفين وكل أبناء المديرية، للقاء عام للوقوف أمام ما أصاب مديريتهم من الإهمال والتهميش الذي بلغ مبلغه، وأصبحوا أمامه غير قادرين على التحمل أو الصبر الطويل.
فكل شيء في هذه المديرية والمديريات المجاورة لها لا يدعو للفرح بقدر ما هو شيء مقهر ومبكٍ معًا، بل إنه حتى العدو لا يفرح به، فكيف بالصديق، فكل الخدمات ذاهبة إلى الاختفاء رويدًا رويدًا.
كذلك التدخلات التي زادت عن حدها، والتي تبين ضررها للجميع، هي الأخرى وجع يضاف للأوجاع السابقة.
ومن خلال الكلمات التي توالت على الحاضرين في ذلك اللقاء، تبين أن كل المتحدثين متفقون على أن مديريتهم ظلمت ظلمًا كبيرًا، وأنه حان الوقت للإخلاص لها وإعطائها ما تستحقه من الحقوق التي حرمت منها طلية الفترة الماضية.
للأمانة إن اللقاء كان إيجابيًا وهادفًا ومثمرًا للغاية، واتضح ذلك جليًا من خلال الكلمات التي تطرقت للأوضاع الحاصلة وقلة الخدمات، فكل المتحدثين قالوا ما أملت عليهم ضمائرهم قوله وإظهاره للناس البعيدين والقريبين المحتسين مرارة علقمه للقيام والنهوض لاستعادة حقوقهم بما أمكن.
وحري بنا هنا، ومن باب الإنصاف، أن نذكر شيئًا من الكلمات التي قليت في هذا اللقاء. ومن وجهة نظري المتواضعة إن كلمة الشيخ الشاب سالم مبارك سالم الغرابي، مقدم قبيلة الغرابي، هي التي أشعلت هذا اللقاء بالتصفيق إعجابًا وانبهارًا بما قاله هذا الشاب المتوقد بالحماس وعنفوان الشباب.
ولاقت كلمة المقدم سالم الصدى الواسع والانتشار السريع في أوساط المجتمع، لما أظهره من صدق النوايا
وإخلاصه لناسه وأهله في وادي عمر وعموم المديرية والمحافظة.
فالرجل لم يدعِ مشاركته كمقدم قبيلة، بل إنه كما يقول في كلمته أتى كشخص من أبناء المديرية ممن يحسون ويتوجعون من توجعات أهاليهم في هذه المديرية من الإهمال المتعمد والتهميش الممنهج.
كذلك أبدى الرجل استعداده التام لكل ما يريد الاتفاق عليه أبناء المديرية من عمل قادم يرفع الظلم ويأتي بالحقوق.
بقي أن نقول ونتمنى من كل أبناء المحافظة أن يرفعوا أصواتهم عالية لرفع الظلم الذي حل بنا جميعًا، وأن نصطف جميعًا صفًا واحدًا محبة وإخلاصًا لأرضنا الغالية حضرموت التي نراها تذبح من الوريد للوريد على أيدي أعدائها الكثر الظاهرين والمخفيين.
أما صمتنا الذي فاق العقل والمعقول، فلم نجنِ منه إلا الخيبات والنكسات ومتوالية الظلم بأشكاله وأنواعه المختلفة.