من المؤسف والمؤلم أن يأتي يوم الصحافة اليمنية والصحفيون اليمنيون يتنادون للسماح لهم بزيارة أمين عام نقابتهم، الأستاذ محمد شبيطة، في المستشفى الذي يرقد فيه بصنعاء، بعد تعرضه لاعتداء جبان بالرصاص الحي مطلع الشهر الماضي، كاد أن يفقده حياته.
إذا كان سقف مطالب الصحفيين اليمنيين في يومهم، هو إنقاذ حياة رأس هرم كيانهم النقابي، الذي لا يزال يتألم ويتوجع كل لحظة وكل يوم يمر منذ نحو شهر، فعن أي حقوق وحريات تبقت لنا معشر الصحفيين. وكيف سيكون حالنا إذا كان هذا هو حال أمين عام النقابة.
لم يعد بمقدورنا عمل شيء، وبتنا عاجزين حتى عن تسفير أمين عام نقابتنا، والأمين العام المساعد لاتحاد الصحفيين العرب، إلى الخارج لتلقي العلاج.
لم يدر في بال أي صحفي يمني أن يصل الحال إلى هذا الحد الذي نعيشه اليوم، والذي بتنا فيه نستجدي حقنا في الحياة.
واقع مرير للصحافة اليمنية بعد عقد كامل من الحرب التي شهدتها بلادنا، حيث كان الصحفيون أبرز ضحاياها. تعرضوا للكثير من الاعتداءات الوحشية وفقد العشرات منهم حياتهم أثناء أدائهم واجبهم المهني، وخسر المئات أعمالهم وأصبحوا على رصيف البطالة، واعتقل واختطف المئات منهم، وهجر وشرد آخرون. وبات جل ما يتمناه الصحفي هو البقاء على قيد الحياة.
ومع ذلك، يجب على الصحفيين اليمنيين عدم الاستسلام لهذا الواقع، والعمل على مواصلة نضالهم للحصول على حياة كريمة تضمن حقوقهم وتصون حرياتهم.
لنجعل من يوم الصحافة اليمنية مناسبة ومحطة للتضامن مع أنفسنا، والتنديد بالجرائم التي ارتكبت بحق زملائنا، والمطالبة بحقوقهم الإنسانية والمهنية، حقهم في الحياة، حقهم في العمل، وكل حقوقهم التي كفلتها لهم المواثيق الدولية.