فسحة.. ليربح الطليان، يليق باجسادهم الربح
ثمة من يقول بزمن المواهب الكروية الذي لا بد ولي وانتابه همود. تحول من اعصار فني الي نبض استهلاك وحشي ومضطرب. قل عدد اللاعبين العظام، ولم تعد الانتصارات منوطة بهم باستثناء البعض بالطبع، فلا شيء يمنع زيدان من البزوغ، ولا إيتو او رونالدينيو او ميسي او لارسن وسواهم، سوي ان مبالغات شركات الاعلانات والترويج اضحت ترجح صورة اللاعب علي لعبه. رونالدو منافسا لريكي مارتن، كانتونا لشاكيرا. صورة اللاعب في الاعلان تغدو بلا معادل فني لحركة رجليه ورأسه، وبلا استغراقات وجدانية في نشوء فكرة كرة القدم نفسها. لاعب كرة القدم الآن هو صورة في الترويج للكوكاكولا والبيبسي غولد وال ك. أف. سي، ومساحيق التجميل والتنظيف والعطور والاحذية والملابس الداخلية.
الفيفا او الامم المتحدة للرياضة ممثلة بشخص جوزيف بلاتر رئيسها، ترغب الي اللاعب الان كقوة مولدة للذهب، وهي ادرجت قوتها المالية في البورصات العالمية.
الكرة الفاتنة اخيرا للحالمين. مساءات مثل هذه لاهبة، تشبه ورقة مقطوعة من اوراق همومنا، تفحمنا بكل الحياة والرغد، وزاخرة بطغيان كل ما يهيج الدم، كما لو ايامنا بصقت فجأة حبة منوم، كادت ان تسحبها الي قعر النوم وتطيح باشتعالها.
من جهتي، انتظر ان يربح الطليان، والا مشروع حبوري علي مستوي الشهر سوف يخفق بطريقة مخزية، ليربح الطليان، لاجل رغبتي المتباهية الي سحرهم الخاص، فنون عيشهم، طريقتهم في العشق كتعويض عصري عن مشاعر عاطفية ضخمة كانت تتأجج في عصور قديمة، وليست الآن سوي نوع من الهرطقة، او نوع من الكهنوت، ليربح الطليان، يليق بأجسادهم الربح.
- عناية جابر
من مقالة نشرت في «القدس العربي» اللندنية، عدد 15/6/2006
فسحة.. ليربح الطليان، يليق باجسادهم الربح
2006-07-13