فوتوغراف:
الناس والمدينة...
18/6/2008
سائحة من ألمانيا، أتت لزيارة اليمن ومتحف الموروث الشعبي -تراث التنوع والاختلاف، زارت المتحف أكثر من مرة، كانت تتأمل المقتنيات، وخصوصًا الأزياء الشعبية، أزياء النساء، ربما لتقارن بين ما كانت أمهاتنا تلبسنه، في الشارع والحقل والطرقات، وبوجه مفتوح، ونقوش وزركشات وفضيات وذهب، وحناء وخضاب، ومشاقر... الخ، وكيف هن نساء اليمن في الشارع والمدينة والقرية، شكل واحد، لون أسود ممتد، كتل سوداء، بمن فيهن الطفلات ما دون الـ8 سنوات، نعم، إنها الشرشفة والجلببة الاسودادية القاتلة، وكله باسم العادات والتقاليد والأصل والفصل والإيمان يمان، وهويات العرق دساس، ويمني وأفتخر، وبلاد العروبة، ويمن مقبرة الغزاة... الخ من الثقافة المهينة للإنساااان -المرأة خصوصًا، وللحياة بمجملها.
4/11/2024
أتذكر اليوم السائحة الألمانية؛ وجهها، هدوءها ووقارها، وإنصاتها للموسيقى اليمنية الونيسة للمتحف، لا لغة مشتركة بيننا سوى المقتنيات والصور، وذلك التأمل الذي مازلت أتذكره حتى اليوم وأنا أشاهد صورتها.
أنا اليوم أعيش في بلدها: جمهورية ألمانيا، منذ 4 سنوات، بمواطنة إنسانية كريمة وبلا تمييز.
عالمان مختلفان جملة وتفصيلًا..
فسلام عليك أينما حللتِ وظللتِ، وتمنيت وأنا أحدق في الصور، أن أعرف اسمها، وأقول لها يسعد صباحك بالخير.
وأخبرها:
انتهى المتحف، وإصداراته من الكتب، والأرشيف الصوتي والفوتوغرافي، والفيديوهات، وكل مقتنياته، بما فيها الدفتر الذي سجلتِ فيه انطباعاتك..
ونسيت أكلمك ِعزيزتي:
وانتهى شيء اسمه وطن..
حتى وهو يسوطنا -نحن النساء- عذابات الجحيم اللامتناهي باسم الدين والتقاليد والمقدسات، لكننا كنا نحبه، حتى صرخت مليشياته الفاتكة، وبقسوة: ارحلوا، ارحلوا من بلاد "رب غفور"، و"اليمن السعيد"، ويمن العز، والصمود والجهاد والطوفان، والمسيرة القرآنية... الخ من الزوامل والشعارات "الناز-فاشست"، نعم، رحلنا تحت التهديدات، وأشدها: القتل..
سلام عليكِ..
والسلام، مبتدأ الحكاية..