صنعاء 19C امطار خفيفة

الهجمة الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية

ظهر اسم الصهيونية الحديثة كمنظمة عالمية عام 1897م في مؤتمر "بازل" في سويسرا، من قبل الكاتب اليهودي الصهيوني والناشط السياسي النمساوي "تيودور هرتزل"، ويعتبر مؤسس الصهيونية السياسية.

 
شكل هرتزل المنظمة الصهيونية وشجع اليهود الأشكناز في أوروبا والغرب على الهجرة إلى "فلسطين"، ساعيًا لتشكيل دولة يهودية هناك.
وقد عرضت قبل ذلك عدة خيارات لتوطين اليهود، وهي:
1. مدينة "أرارات" في أرمينيا.
2. برنامج اوغندا البريطانية في إفريقيا.
3. البحرين والأحساء.
4. مدغشقر.
وفي هذا الشأن قامت عدة محاولات منها:
 

أولًا: مؤتمر قمة "كامبل بانرمان"، رئيس وزراء بريطانيا:

انعقد المؤتمر في لندن عام 1905م، من الدول الاستعمارية الآتية: بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، البرتغال، وإيطاليا.. واستمرت جلساته من 1905م حتى 1907م، وفي نهاية المؤتمر، خرجوا بوثيقة سرية سموها "وثيقة كامبل"، نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني حينذاك "هنري كامبل بانرمان"، وهو أخطر مؤتمر قمة لتدمير الأمة العربية خاصة والإسلامية عامة. وموضوع القمة بعنوان "حماية مصالح الاتحاد الاستعماري وإبرام المعاهدات".
 
وقد ورد في الوثيقة السرية للمؤتمر ما يلي:
- إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي، لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب، والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والإفريقية، وملتقى طريق العالم، وأيضًا هو "مهد الأديان والحضارات".
والمشكلة في هذا الشريان، كما ورد في الوثيقة السرية: يعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان (اللغة).
 
ولتحقيق ذلك دعا المؤتمر إلى إقامة "دولة إسرائيل" في "فلسطين"، تكون بمثابة حاجز بشري قوي وغريب يفصل الجزء الإفريقي العربي عن القسم العربي الآسيوي، ويحول دون تحقيق وحدة هذه الشعوب، وكأداة معادية لسكان المنطقة، واعتبار قناة السويس التي كان يديرها حينذاك كل من بريطانيا وفرنسا، قوة صديقة للتدخل الأجنبي.
- فصل عرب آسيا عن عرب إفريقيا ليس فقط فصلًا ماديًا عبر الدولة الإسرائيلية، وإنما اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا حتى يبقي العرب في حالة ضعف.
 

ثانيًا: وعد أو تصريح "بلفور":

قدم "آرثر جيمس بلفور"، وزير خارجية بريطانيا، من لا يستحق ولا يملك، يوم 2 نوفمبر 1917م، وعدًا إلى اللورد "ليونيل والتر دي روتشيلد"، رئيس التجمع اليهودي في بريطانيا، لمن لا يستحق ولا يملك، يشير فيه إلى تأييد حكومة بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
 
وفي هذا الصدد، تم اتفاق سري بين الدبلوماسيين البريطاني والفرنسي "سايكس وبيكو"، وروسيا القيصرية، في يناير عام 1916م، أي قبل وعد بلفور بسنة، حيث صادقت الحكومات الثلاث على الاتفاق في 16 مايو 1916م، في ما يتعلق بانتداب "بريطانيا" على "فلسطين والأردن والعراق"، وانتداب "فرنسا" على "سوريا ولبنان"، لتهيئة غرس الدولة الصهيونية "إسرائيل" في فلسطين. وفي مؤتمر "سان ريمو"، أبريل 1920م، بدأ الشروع في الانتداب البريطاني الفرنسي في الشرق الأوسط.
 
تمر سنوات المؤامرة للانتداب البريطاني لفلسطين حتى أعلن وزير الدفاع البريطاني "أرثر جونز"، في 15 مايو 1948م، قرار "بريطانيا" بنهاية الانتداب على فلسطين، وقام بتسليم الأمور للولايات المتحدة الأميركية لمتابعة المهمة، كما تم التصويت من الدول الأربع الدائمة العضوية في مجلس الأمن حينذاك (الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد السوفييتي السابق، وبريطانيا، وفرنسا)، على إعلان الدولتين (إسرائيل وفلسطين) كما خطط لهما.
 
وقد تمثلت مرامي تلك الدول غير المعلنة في السير باستكمال المخطط الاستعماري الصهيوني في المنطقة.
 

ثالثًا: مسار الأحداث في المنطقة:

أ. حروب إسرائيل في المنطقة:
- حرب 1948م، نشبت الحرب على أرض فلسطين عقب إنهاء الانتداب البريطاني على أرض فلسطين وإعلان قيام إسرائيل، بين كل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المصرية ومملكة العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية من جهة، والعصابات الصهيونية المسلحة في فلسطين المشكلة من الهاجانا والأرجون والبلماخ والشتيرن والمتطوعين اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني، من جهة أخرى. وانتهت الحرب بهزيمة العرب لأسباب عسكرية وأخرى سياسية، وسميت حرب "النكبة". ومرد الهزيمة تمثل بوجود فارق كبير في الخبرة القتالية والعدد والتسليح، وكذا الدعم السياسي والعسكري من الدول الاستعمارية.
 
- العدوان الثلاثي أو حرب السويس (1956م) من قبل "بريطانيا وفرنسا وإسرائيل"، على "مصر"، وهي ثاني الحروب بعد حرب 1948م… وقد خرجت "مصر" منتصرة من حرب السويس، وتم تأميم قناة السويس.. وحصلت على دعم سياسي من قبل الاتحاد السوفييتي، وبخاصة تهديد خروتشوف في الأمم المتحدة للدول المعتدية بالانسحاب من مصر.
- حرب 5 يونيو 1967م: شنت "إسرائيل" الحرب، وبدعم أميركي، على "مصر والأردن وسوريا"، واحتلت سيناء والضفة الغربية ومرتفعات الجولان السورية، وأطلق عليها حرب "النكسة".
- حرب الاستنزاف، معارك وغارات عسكرية شنها الجيش المصري في الفترة ما بين مارس 1968م و8 أغسطس 1970م، ضد الجيش الإسرائيلي في سيناء المحتلة، منذ حرب يونيو 1967م، وإعادة الثقة للمقاتل المصري، وتحطيم صورة المحارب الإسرائيلي الذي خسر كثيرًا في حرب الاستنزاف، وكانت من أسباب انتصار مصر في حرب 6 أكتوبر 1973م.
- حرب 6 أكتوبر 1973م بين مصر وإسرائيل، واقتحام الجيش المصري "خط بارليف" الحصين. وقد خرجت مصر من الحرب منتصرة.
وبرعاية الرئيس الأميركي "جيمي كارتر"، عقدت في سبتمبر 1979م، مفاوضات السلام في منتجع "كامب ديفيد"، بين رئيس مصر أنور السادات، ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجن، وكانت عبارة عن إطار يحدد المبادئ العامة تمهيدًا لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التي وقعت في مارس 1979م، وبموجبها، استردت مصر أراضيها مقابل الاعتراف المتبادل.
- الاعتداء الإسرائيلي على لبنان في 14 مارس 1978م الذي اصطلح عليه حرب جنوب لبنان أو عملية الليطاني التي قام بها الجيش الإسرائيلي على جنوب لبنان، واحتل خلالها الأراضي اللبنانية حتى نهر الليطاني لمدة ثلاثة أشهر، وانسحب بعدها إلى الحدود الدولية، بعد أن حققت إسرائيل أهدافها بانسحاب قوات منظمة التحرير الفلسطينية من الجنوب إلى شمال نهر الليطاني. وقد أدت اعتراضات الحكومة اللبنانية على الاجتياح الإسرائيلي إلى تكوين قوات حفظ سلام دولية في جنوب لبنان باسم "اليونيفيل".
- الاعتداء الإسرائيلي على العراق باستهداف المفاعل النووي قيد الإنشاء في 7 يونيو 1981م، وتدميره بصورة شبه كلية، مع مقتل 10 جنود عراقيين ومدني فرنسي.
- الحرب الإسرائيلية 4 يونيو على لبنان 1982م، أو غزو لبنان. وهي حرب عصفت بـ"لبنان"، فتحولت أراضيه إلى ساحة قتال بين إسرائيل من ناحية، ومنظمة التحرير الفلسطينية وسوريا من ناحية أخرى. وانتهت بخروج الرئيس الفلسطيني وقيادة المنظمة من لبنان.
- حرب إسرائيل في الفترة 12 يوليو -14 أغسطس 2006م، وكانت نتائجها ما يلي:
* صدور قرار مجلس الأمن 1701 (لم ينفذ بعد):
الهدف هو حل النزاع اللبناني الإسرائيلي.
* طالب القرار حزب الله بالوقف الفوري لكل هجماته ضد إسرائيل، كما طالب إسرائيل بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية، وسحب كل قواتها إلى ما وراء الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
* انتشار الجيش اللبناني في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفيل في الحدود بين لبنان وإسرائيل.
* اعتبر هذا القرار من منظور إسرائيلي مخيبًا للآمال.
وبناء عليه، قدم وزير الحرب ورئيس الأركان الإسرائيليان استقالتهما.
* موافقة الحكومة اللبنانية بإجماع على القرار.
* دعا القرار أيضًا إلى تطبيق بنود اتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680، وإيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، تكون خالية من أي عتاد حربي أو مسلحين، باستثناء ما هو تابع للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل.
صرح الأمين العام لحزب الله بأن قواته تلتزم بوقف إطلاق النار.
وبما أن القرار لم ينفذ، فهناك فرصة تنفيذه بإجماع دولي.
يجدر الذكر، أن إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية والمملكة البريطانية، أوضحت مؤخرًا أنها لن تقبل بوقف إطلاق النار حتى يتم نزع أسلحة مليشيات حزب الله وإزالته.
* استمرار الحروب الإسرائيلية على فلسطين ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وانتهاك حرم المسجد الأقصى.
ومن هذا المنطلق، شنت المقاومة "حماس" عمليتها "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر 2023م، وتسبب ذلك في الإبادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، ثم في الضفة الغربية، وتدمير البنية الأساسية، وتهجير السكان. أدت تلك الأعمال الوحشية إلى دخول حزب الله الحرب لنصرة المقاومة، مما أتاح لهذا الكيان الإسرائيلي المحتل الفرصة، ولأطماع توسعية بأراضٍ لبنانية، القيام بتوسيع رقعة الحرب على لبنان، شمل جنوب لبنان والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، وبعلبك والهرمل، وإلحاق الدمار والخسائر البشرية في لبنان دون تفريق بين مدني وعسكري، وتصفية مجموعة كبيرة من قيادات حزب الله من خلال استخدام أجهزة الاتصالات (البيجر والوكي توكي) المفخخة، والغارات العنيفة التفجير، كما اغتيل السيد حسن نصر الله، الأمين العام الثالث لـ"حزب الله" -عن عمر ناهز الـ64 عامًا- مع 13 من قادة الحزب، ونائب فيلق القدس في لبنان القائد "عباس نيلفروشان"، يوم 27 سبتمبر 2024م، عقب تشييع "محمد سرور"، أحد قادة حزب الله من الصف الأول، وأثناء اجتماعهم في أحد المباني، تم قصف مقر الاجتماع على عمق ثلاثين مترًا، بعدة قنابل شديدة الانفجار.
اتضح أن حزب الله مخترق استخباريًا، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل بالإمكان أن يعيد حزب الله هيكلة نفسه من جديد، أم يودع العمل العسكري، ويبقى في المعترك السياسي، وكفى الله المؤمنين شر القتال؟
وقد نتح عن تلك الأسباب المذكورة أعلاه نزوح مليون مواطن، وبخاصة من الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية، إلى سوريا والمناطق اللبنانية الآمنة. وامتد القصف أيضًا إلى العاصمة السورية دمشق.
وماتزال الحرب على أشدها، والوساطات قائمة، في حين يطالب دولة نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال، بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 لسنة 2006م، المشار إليه أعلاه.
وبتصوري إن مشروع دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات، قد بدأت مؤشراته لترسيم المنطقة وفقًا لمشروع القرن الصهيوني. ولكن لن يتأتى ذلك بتلك السهولة أمام قوى دولية أخرى مثل الصين وروسيا وتجمع كل من شنهاي. والبريكس. وعلى العرب اليقظة ورص الصفوف لمواجهة التحديات، وهم القادرون بإمكانياتهم.
- الاعتداءات الإسرائيلية على اليمن في 20 يوليو 2024م و29 سبتمبر 2024م، وقصف المنشآت النفطية والمحطات الكهربائية وخزانات الوقود في محافظة الحديدة، نظرًا لموقف "أنصار الله" الداعم للمقاومة الفلسطينية في حربها ضد العدوان الإسرائيلي حتى يتم انسحابه من غزة المكلومة.
 
ب. عدم التزام إسرائيل بالقرارات والمعاهدات والمبادرات الدولية:
 
إن الكيان الإسرائيلي المحتل لم يلتزم بأي عهود أو مواثيق أو قرارات أو اتفاقيات منذ احتلال فلسطين، فقد تمادى في الاعتداءات، واقتطع جزءًا شاسعًا من الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان، ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
وأهم تلك القرارات والمعاهدات والاتفاقيات:
1. قرار التقسيم 181 الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 29 نوفمبر 1947م، والذي نص على تأسيس دولة يهودية ودولة عربية في فلسطين، فضلًا عن وضع خاص للقدس وبيت لحم والأراضي المجاورة تحت وصاية دولية.
- قرار مجلس الأمن 194 الصادر عام 1949م، والقاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. ولم يتم تنفيذه.
- قرار مجلس الأمن 242 الصادر في 22 نوفمبر 1967م، في أعقاب الحرب العربية -الإسرائيلية، 5 يونيو 1967م، وكان عليه ملاحظات على العبارة "الانسحاب الإسرائيلي من "أراضٍ" فلسطينية"، وليس من "الأراضي" الفلسطينية، وبالتالي عارضته بعض الفصائل الفلسطينية، لكنه اعتمد. ويشمل القرار ما يلي:
أ. إنهاء الحرب واعتراف بسيادة ووحدة أراضي كل دولة في المنطقة واستقلالها السياسي وحقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة.
ب. وقف إطلاق النار.
ج. ضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية في المنطقة.
د. تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين.
- قرار مجلس الأمن 338 الصادر في 22 أكتوبر 1973م، طلب وقف النار وفقًا لاقتراح مشترك من قبل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي، والدعوة إلى تنفيذ القرار رقم 242 (1967) بجميع أجزائه.
- اتفاقات "أوسلو" بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي (1993م و1995م) تعتبر مجموعة من التفاهمات بين حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، تضم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي المعروف باتفاق أوسلو 1 الموقع في واشنطن، 1993م، واتفاقية أوسلو 2 الموقعة في طابا عام 1995م.. اتفاقيات أوسلو بداية ما تسمى عملية السلام الرامية للوصول لمعاهدة سلام على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338، وضمان حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وقد رشح عن اتفاقيات أوسلو الاعتراف المتبادل: اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل، واعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني وكشريك في المفاوضات.
- إقامة العلاقات بين الأردن وإسرائيل عام 1994م، بحكم الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وفقًا لاتفاقيات أوسلو (1993م).
- تفاهمات وتوافقات إقليمية ودولية أخرى من قبل الجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجموعة السبعين، وأغلبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة تجسيدًا للشرعية الدولية.
- مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للسلام في مؤتمر القمة العربية في بيروت، في 27 مارس 2002م، الساعية لإقامة العلاقات بين الفلسطينيين وإسرائيل، وتنص على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، والمشمولة أيضًا بعودة اللاجئين الفلسطينيين، والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة كشرط لإقامة العلاقات العربية والإسلامية مع إسرائيل.
- تطبيع العلاقات الإماراتية والبحرينية والسودانية والمغربية مع إسرائيل، عام 2020م، برعاية الرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، بموجب اتفاقات النبي إبراهيم -عليه السلام- أو أبراهام بالعبرية، أبي الأنبياء والأديان السماوية الثلاثة. ويعتبر اتفاقًا سياسيًا في شعار ديني يلتقي فيه الكنيس والكنيسة والجامع لأول مرة في التاريخ. الحديث ذو شجون.
مع العلم أن ثمن العلاقات العربية مع إسرائيل، وبكل بساطة، يجب أن يسبقه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية (الأرض مقابل السلام).
 

رابعًا: لا علاقة مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية:

أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، في كلمته التي ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في أعمال الدورة التاسعة لمجلس الشورى، يوم 18 سبتمبر 2024م، على المسائل التالية:
- رفض السعودية لجرائم سلطة الاحتلال بتجاهلها القانون الدولي والإنساني، وأن السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك، وتقديم الشكر للدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية المستقلة تجسيدًا للشرعية الدولية، وحث بقية الدول على القيام بخطوات مماثلة.
- احترام سيادة الدول وقيمها والأخذ بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء إلى القوة في حل النزاعات.
- سعي السعودية لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي من خلال بذل الجهود للوصول إلى حلول سياسية للأزمات في اليمن والسودان وليبيا وغيرها، وكذلك تدعيم الحلول في الأزمات الدولية مثل الأزمة الروسية -الأوكرانية.
- رد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية على كلمة ولي العهد السعودي:
* إن موقف السعودية ثابت تجاه حقوق الشعب الفلسطيني.
* الثناء بمدى الجهد الدبلوماسي السعودي المبذول تجاه القضية الفلسطينية.
* التأكيد بأن كلمة ولي العهد السعودي واضحة للعالم وبخاصة إسرائيل.
* التأكيد على الموقف العربي الجماعي.
جوهر القول، إن على الدول العربية في هذا الظرف العصيب التراص والعمل المشترك لمواجهة الضغوط والتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية، ومحاولة فرض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتل لأغراض توسعية خدمة لمشروع القرن الاستعماري الصهيوني، وبما يتيح الفرصة لهذا الكيان أن يتملص من التزاماته، ضاربًا عرض الحائط بكل القرارات والاتفاقات الدولية والمبادرات الرامية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. وبناء عليه، لا تطبيع ولا إقامة علاقات مع إسرائيل قبل إقامة الدولة الفلسطينية.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً