صنعاء 19C امطار خفيفة

26 سبتمبر: أنشودة اليمنيين التي لا تنتهي

في 26 سبتمبر، تشتعل ذاكرة اليمن، كأن البلاد تُولدُ من جديد مع كل صباحٍ ينادي باسمها. ليس هذا اليوم ذكرى تمرُّ على الأجندة، بل هو انعتاقٌ من ليلٍ طويل، وانبثاقُ شمسٍ انتظرها اليمنيون طويلاً. في هذا التاريخ، عام 1962، ارتفعت في السماء صرخةُ الحرية، معلنةً سقوط جدران الإمامة، وولادة الجمهورية، فكان 26 سبتمبر لا مجرد يوم، بل بابًا فتحه الشعب ليعبر منه إلى أفقٍ جديد.

 
كل يمني يحمل في قلبه هذا التاريخ كجرحٍ نازفٍ وكنشيدٍ خالد. هو ذاكرة الأرض التي انتفضت، والأيادي التي حفرت على جدران القهر أسماء الش@داء. في كل بيتٍ يمني، وفي كل زقاق، وفي كل جبال اليمن وسهولها، تتردد أصداء تلك الثورة التي لم تكن يومًا نزهةً في حدائق الورد، بل كانت معركةً ضد الظلام.
 
26 سبتمبر هو الحلم الذي لم يكتمل بعد. هو وعدٌ بالجمهورية التي لم تصل إلى نهايتها، ولكنه أيضًا سلاحٌ في أيدي اليمنيين لمواجهة كل استبداد جديد. يرفعونه في وجه الحرب، في وجه الفقر، في وجه الظلم الذي يحاول دائمًا أن يعود بوجوهٍ جديدة. إنه ذلك الحلم الجماعي الذي يتعانق مع الواقع المرير، في حوارٍ مستمر بين ما كان وما يجب أن يكون.
 
وعندما يغني اليمني لسبتمبر، لا يغني للماضي فقط، بل يغني للمستقبل الذي يراه خلف الجبال، تحت سماءٍ مفتوحة. يغني لأرضٍ تتجاوز آلامها وتنهض، كما تنهض الطيور بعد العواصف، ليبقى 26 سبتمبر شاهدًا على أن الثورة لا تموت، وأن اليمنيين، مهما تكالبت عليهم الدنيا، يملكون إرادة الحياة!
 
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً