صنعاء 19C امطار خفيفة

يا سامعين الصوت..

2011-02-01
يا سامعين الصوت..
يا سامعين الصوت..
*حسين زيد بن يحيى
هنالك مقولة من التراث الإنساني الثوري العالمي عن حتمية تلاقي قوى التطرف بأقصى اليسار مع نظرائهم أقصى اليمين الرجعي، اليوم – لاقدر الله – ما يعتلج بالمشهد السياسي "الحراكي" و"السلطوي" ربما يصدقها على الواقع!!
مع أنه مرارا سبق وحذر العقلاء من نزق محترفي تسلق منصات الخطابة، ببغاوات الخطب الرنانة المعروفين منذ أيام الطيش الثوري.. فكل ما جنيناه منهم مزيدا من التشريد للخبرات والملاكات الادارية والفنية التي كانت تزخر بها المستعمرة "عدن"، حيث شكلت هجرات "النوارس العدنية" عاملاً مساعدا بتنمية دول الجوار بما فيها" اليمن الشمالي"، من ناحية أخرى قادت تلك الهجرات الجماعية القسرية الى عقم تجربتنا الوطنية الجنوبية رغم حسن نوايا رجالات ذاك الزمن الجميل مع كل جنونه.
ورفضا لاستمرارية "الجنوبـ" كحقل تجارب يأتي رفضنا للصوت واللون الواحد، والدعوة لتنوع الخطاب السياسي في إطار "الحراكـ" كضمانة لاحترام الرأي والرأي الآخر عند أي وصول للسلطة، مع استمرار لجم ضجيج المتطرفين البعيد عن العقل والمنطق، خاصة عندما تذهب عقدهم من "الاشتراكي" وثورة 14 أكتوبر 63م بهم للاصطفاف وسلطة "ج.ع.ي" لتمرير انتخابات 27 أبريل القادم تحت يافطة الانتخابات لا تعنينا، تلك الانتخابات المحكومة بالتزوير سلفا كما أشار لذلك تصريح سابق للرئيس علي ناصر محمد وتوقع مقاطعة الجنوبيين لها كونها لم تلامس جوهر قضيتنا.
وما أشبه الليلة بالبارحة مع اختلاف بسيط بالمسميات والادوار بسيناريو السلطة لإعادة انتاج ما حدث صيف 94م من خلال إحداث تصدعات بجدار الوحدة الوطنية الجنوبية تمرق منه لإعادة استباحة الجنوب وللابد هذه المرة.
في المرة الاولى، القراءة الخاطئة للواقع هرولت بالرفاق الى عُمان، رغم مرور عام واحد فقط على انتخابات 27 أبريل 93م التي جددت فيها بحرية وطوعية جماهير الجنوب حنينها "للاشتراكي" ودولته، مع الاسف، لم يترفع حينها الرفاق لمستوى تلك البيعة والاستشعار بمسؤولية تمثيلهم أولا "للجنوبـ" الذي باسمه تفاوضوا وحكموا.
رب ضاره نافعة، غرور "القوة الغاشمة" وغطرستها دفع بها لإعلان الحرب، وبالتالي وحده جنرال الحرب والتكفير من يتحمل المسؤولية التاريخية والقانونية والاخلاقية عن تداعياتها كلما اتجهت جنوبا.
ولأنه – الاشتراكي- معني بقضية الجنوب خلاف كل الطيف السياسي نتوجه بخطابنا اليه دون غيره، ضف أنه يعز علينا بالتالي أن نرفض ذهابه للانتحار السياسي بين سندان وحدوية يمين السلطة العسكرية المنتصرة ومطرقة تطرف يسار الحراك الفوضوي، لذلك ندعوه ليتحمل مسؤولياته تجاه الجنوب وشعبه، ويتصدر الدعوة بمبادرة شجاعة لفدرالية ثنائية "شمالية-جنوبية "مؤقتة لمرحلة انتقالية يتم بعدها العودة للشعب واستفتاؤه تحت رعاية وضمانة أممية، مع الإبقاء على سقف الحراك الشعبي السلمي الجنوبي عند مرتفعاته باستعادة الدولة والاستقلال.
هنا تمتحن القدرات والمهارات الابداعية والقيادية عند "الحراكـ" و "الاشتراكي" في القدرة على التواصل وتبادل الادوار ، والبداية تكون بانفتاح "حراكي" أولا وميدانيا يعكس مصداقية احتضانه له كحزب جنوبي، بما يوفر مقدمات صلبة لصموده أمام سلطة الحرب والتكفير وكذا "أحزاب اللقاء المشتركـ"،مبادرة حسن النوايا الحراكية ستلزمه -الاشتراكي- بعدم التفريط بواجباته ومسؤولياته تجاه "الجنوبـ"، في ظل تسريبات تفيد عن احتمال تقديم تنازلات "لأحزاب اللقاء المشتركـ" مقابل تمرير الانتخابات بانحناءة سلطوية فرضتها رياح التغيير التونسية وضغوط المانحين.
ووحدها مبادرة كتلك أولا: تنقذه من محاولات احراجه بشعار "التغيير" الذي لا يلامس المطالب الحقيقية للشارع الجنوبي المنتفض، ثانيا: سقف هذه المبادرة يمثل الحد الادنى الذي يمكن التفكير فيه، وتبنيها اشتراكيا يطمئن جماهيره أنه عاد لحقيقته وتحمل مسؤولياته كحزب جنوبي المنشأ والتاريخ، ومنه فقط ستكون مقبولة، باعتبارها مرحلة لضمان عدم الذهاب للفوضى عند حدوث أي فراغ أمني، كما أنها طريق امن لاستعادة الدولة التي يطالب بها "الحراكـ" إن كان جادا بخطابه.
فهل يستمع الحكماء هنا وهناك لصوت العقل: للذهاب نحو التنسيق، قبل أن تذهب تضحيات شعبنا ودماء شهداء حراكه السلمي للسنوات الخمس الماضية هباء منثورا..؟!
زنجبار 28/1/2011
                                                 *   منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن

إقرأ أيضاً