تحريك
نعمان قائد سيف
جاء في خبر رسمي أن الرئيس التقى، الأسبوع الماضي، بلجنة رجال الدين "العلماء"، الذين اختارهم ليكونوا -ومن سينضم إليهم لاحقاً أيضاً- مرجعاً عاماً للمساعدة في معالجة أزمات وقضايا وإشكالات الوطن، حيث حثهم على القيام بواجبهم، ومباشرة العمل وفقاً لقرار تعيينهم. وكانت إشاعات قد ذهبت -قبل الاجتماع المذكور- مناحي شتى لتفسير سر/ أسرار غيابهم اللافت عن واجهة الأحداث، حد اعتقاد البعض بأنهم اتفقوا مع ولي الأمر على إلغاء اللجنة/ الفكرة من أساسها بالتجاهل والنسيان!
كان يفترض التزام الشفافية في صياغة الخبر، كي يتعرف الشعب على وجهات نظر أصحاب الفضيلة، ويتعرف أيضاً على نوع الإرشادات والنصائح التي أسدوها للحاكم، وليكون شاهداً على أخذ الحكم بها في مواجهة الأحداث التي تمثل تحدياً لا سابق له في تاريخ اليمن المعاصر، فلغة التعتيم التي وردت في الخبر المذكور لم تفد بشيء عما قاله الأجلاء للخليفة (الرئيس)، فالكتمان أطلق العنان لإشاعات جديدة، تفيد إحداها بأن اللقاء تم وبرجاء من "العلماء" للبحث على وجه السرعة في طلباتهم الخاصة جداً، حيث إن قرار التعيين لم يشر إلى درجتهم/ درجاتهم الوظيفية، وما يترتب عليها من مستحقات مالية وامتيازات (مثل حلاوة التعيين) المأخوذ بها!
بعض النمامين يرون أن الاجتماع كان بأمر من ولي الأمر، بعد أن بلغ مسامعه (خبابير) عن نشوب خلافات بين "العلماء" من أول التئام، حول قضايا كثيرة، منها توزيع المهام والأولويات، وكيفية تنظيم إصدار الفتاوى، وطرف ثالث يرجح كفة انزعاج بعض "العلماء" من معلومات تؤكد أنهم مشمولون بقرار تقديم إقرار براءة الذمة، كونهم أصبحوا موظفي عموم، ومن الدرجة التي تنطبق عليها القانون، وليسوا استثناء حتى وإن كانوا "ورثة الأنبياء".
نفر من المهتمين يرون أن مقترحي القاضي بأن يكون مقر لجنة "العلماء" في مجمع الهيئة العليا لـ"مكافحة" الفساد، زاد من قلق بعضهم، واحتمال أثاروا مخاوفهم في الاجتماع المذكور، كونهم سيظلون محل إحراج مختصي الهيئة الذين سيلاحقونهم بالطلب أول ما يستقر بهم الحال في مجمع وزارة التربية السابق، إلى أن يرضخوا، أو يركبوا رؤوسهم كما فعل وزراء وقادة ونواب ومستشارون، وإذا استسلموا، والأمر شكلي جداً، سيكون موقفهم عظيماً بنظر الهيئة، أما إذا اتكلوا وتكرموا بنشر تفاصيل ما يملكون مع المقربين منهم، في الإعلام، ربما يكونون قدوة لموظفين آخرين لا زالوا مترددين عن المشاركة في مشهد من مشاهد مسرحية الضحك على الذقون!
تحريك
2010-11-10