مرت سنوات طويلة من الوجع، نحو عقد من الزمن، عشناه بمرارة، ولانزال نتجرع ويلاته، وهي ذات المدة تقريبًا منذ تواجد قوات التحالف العربي بيننا. كنا بحاجة لكل هذه السنين كي نعرف حقيقة توجهات التحالف نحو اليمن.
البدايات كانت كحلم مفرح، حيث كان الناس يأملون في النجاة من واقعهم المرير. لكن مع مرور الوقت، تحول هذا الحلم إلى كابوس مزعج.
التحالف العربي، الذي نظر إليه الكثير من اليمنيين، كمنقذ محتمل، أصبح اليوم مصدرًا للألم ومضاعفة المعاناة، ومع مرور الوقت كانت الرؤية تتضح أكثر، انعدمت النخوة، ومثلها الكثير من القيم، وبدت الحقيقة كما لو أنهم أتوا إلى اليمن للانتقام والتدمير.
لكن يبقى التساؤل: ممن ينتقمون؟ فنحن المواطنين لم تكن لنا عداوات مع قادة دول التحالف، ولا مع شعوبهم، والغالبية العظمى منا بعيدون كل البعد عن السياسة، فلماذا تتم معاقبتنا بهذه الطريقة المروعة؟
مصيبتنا الكبرى كانت في بني جلدتنا وأبناء وطننا الذين انساقوا مع توجهات الحالف ورغباتهم في الانتقام والتدمير. رضوا بالفتات، وبحثوا عن مصالح أنانية وشخصية على حساب الوطن وسيادته وكرامة أبنائه.
وآخرون أسرفوا في كلمات الشكر والثناء للتحالف، ولكن ماذا عن الواقع المرير الذي يعيشه اليمنيون؟
المعاناة لا تستحق الثناء يا إخوتنا، وانعدام الخدمات والأمن والتردي الاقتصادي، لا يستوجبان الشكر.
تحولت اليمن إلى كانتونات ومليشيات، كل طرف يمجد بلدًا خارجيًا، بينما لم يعد لليمن من طرف يتحدث باسمه، ولم يعد هناك من يهتم بالمعاناة اليومية لليمنيين.
في ظل هذا الواقع، يبقى اليمن شاهدًا على خذلان الجار، وتجاوزات السلطات المتعددة، وانحراف النخب السياسية والأحزاب والمكونات التي كنا نعتقدها وطنية.
العذاب أصبح جزءًا من حياتنا اليومية. فهل سيأتي يوم يتغير فيه هذا الواقع، أم أن اليمنيين الذين يعيشون ظروفًا غاية في القسوة، سيستمرون بالصمت كالقبور أمام تحدياتهم اليومية المتعاظمة؟
