يُخس!
* نعمان قائد سيف
استغلت عناصر انتهازية في مفاصل السلطة وتكوينات حزبها، رغبة القائد في أبدية حكم البلاد وصولاً للتوريث، فاستطاعت بدهاء حقير إقناعه بأنه (فلتة) زمانه، وأن العملية في غاية البساطة، وبالإمكان إخراجها بصورة (ديمقراطية)، يشيد بها الأفاكون في الداخل والخارج، وكل ما هو مطلوب قليل من الصبر، وقدر من الكذب، بما يمكن الحكم وفقاً ل(النظام) و(القانون) من امتلاك المفاتيح السحرية للتلاعب بنتائج صناديق الانتخابات، مثل التصرف بمحتويات بقية صناديق الأمانات، وما على السلطة إلا أن تختار سلفاً من الأرقام المعروضة عليها ما يشبع نهمها ويرضي غرورها، وترك اللعبة للمختصين كل في مجاله، ولا بأس من شمول القرارات الرسمية ممثلين عن المعارضة والمستقلين، فوجودهم في قوام اللجان المطلوبة سيزين ويسهل نجاح إخراج العرض المسرحي الهزلي /الهزيل في كل موسم!
لقد مر عام على اتفاق فبراير 2009، الذي بموجبه أجلت الانتخابات البرلمانية حولين كاملين، وفي ما مضى من الزمن مص المؤتمر الشعبي العام حليب صبر الناخبين، وكذلك (الساهنين) من الظبية لبن، مثلما بدد وشفط فاسدو الحكم وأعوانه عائدات البلاد من العملتين الصعبة والسهلة. وخلال العام الذي مضى كسابقه، أرجعت السلطة، ومعها الإعلام الوقح وشهود الزور، وقائع ومؤشرات التخلف في البلاد إلى تراجع صادرات النفط وانخفاض أسعاره، وانكماش المساعدات الخارجية، وزيادة نسل الفقراء، ولا ذكر للحروب التي تشعلها العابثة وترويها، والأزمات التي تفتعلها وتغذيها!
مع دوي المدافع وسقوط الطائرات، واستنفار أجهزة الأمن، وشراء الضمائر والأقلام، يزداد منسوب إهدار ونهب المال العام، ولن ينتهي العبث الملعون إلا بطلب وتنفيذ الحجر على السلطة المهسترة والسفيهة، طبقاً للنظام والقانون، وقد تكون الدعوة فرصة تاريخية ل(العلماء) لا تعوض، كي يفتوا بجوازها شرعاً، على الأقل تكفيراً عن ماضي جبنهم في قول كلمة حق في وجه حكم جائر، فإن فعلوا سوف يشفع لهم يوم الحساب!
في مواجهة المنافقين والسلطة الفاسدة، لابد من الوقف الفوري لكل أشكال سرقة أموال الدولة والإنفاق السفيه، فعام آخر وأخير من مهلة انتظار المجهول /المعلوم كافٍ للمعارضة و(العلماء) لعمل الكثير، ما لم يمكننا الإعلان بلا تحفظ، أن كشوفات الإعاشة والمصالحة الضيقة، تحولان دون إقدامها على مساعدة الشعب المتحفز المقهور في اتخاذ حق تقرير مصير السلطة المحتوم؟ ويُخس و(توف) على كل موقف سخيف!
freejournMail
يُخس!
2010-02-22