يتذكر كل فلسطيني وكل محب للحرية يوم 17 أبريل كيوم للأسير الفلسطيني الذي ناضل وقاوم جيش دولة الاحتلال، ورفض أن تنتهك حريته وتسلب أرضه.
هذا اليوم بدأ الإعلان عنه عام 1974 لتذكير أحرار العالم بأن سجون دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصري تكتظ بالآلاف من الفلسطينيين الذين يقبعون فيها بدون محاكمة، ويعيشون أوضاعًا إنسانية في غاية السوء، ولا يتفقد أحوالهم الصليب الأحمر الدولي أو أية منظمة حقوق إنسان، مما شجع إسرائيل على التمادي في سوء معاملتهم، ومؤخرًا أمر الوزير الأكثر عنصرية بن غفير بأن يتناولوا وجبات رديئة، وأن تنتزع سرائرهم من عنابرهم المزدحمة، ويناموا على الأرض.
إن يوم الأسير الفلسطيني هو يوم وفاء الشعب الفلسطيني لمناضليه الأسرى الذين تذيقهم دولة الاحتلال شتى صنوف التعذيب، وتحرمهم من أبسط حقوق الإنسان، بما فيها التطبيب، مما يؤدي إلى أن بعضهم يستشهدون في السجون نتيجة حرمانهم المتعمد من التطبيب والرعاية الواجبة المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني، والتي تنتهكها إسرائيل كما تنتهك كل المواثيق وأخلاقيات معاملة الأسير التي تتوارثها شعوب مستقرة وغير طارئة.
هؤلاء لم يفعلوا شيئًا منكرًا، بل يمارسون حقهم الطبيعي والوطني في رفض الاحتلال وسياساته القمعية الوحشية ومصادرته للأرض، وحرمانهم على سبيل المثال لا الحصر من حقهم الإنساني في بناء بيوت على أراضيهم، أو حمايتهم لمزارعهم من تدمير قطعان المستوطنين الغرباء لها ولأشجار الزيتون فيها.
يوم الاسير الفلسطيني(شبكات التواصل)
عندما أسرت المقاومة الباسلة 250 محتلًا صهيونيًا في غلاف غزة، في 7 أكتوبر 2023، قامت دنيا حلفاء الكيان الصهيوني وممولي احتلاله وحماته، ولم تقعد. ولاتزال تطغى قضية هؤلاء الأسرى على كل جرائم إسرائيل في الماضي، ولما يقرب من سبعة أشهر من تدمير غزة وبنيتها التحتية، وما لا يقل عن 65% من المنازل، وأضحى رقم الـ34000 شهيد، من بينهم 14000 طفل طبقًا لليونيسف، غير ذي قيمة.
من جهة أخرى، تتجاهل إسرائيل وحلفاؤها وضع 13000 سجين فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال بدون محاكمة، ومنهم نساء وأطفال. هذا كله تجسيد آخر للسياسة الغربية المزدوجة في تقييم قيمة البشر التي تعلي من قيمة الغاصب الأبيض، ولا تضعهم في حسبانها وهي الدول التي تزعم أنها ديمقراطية، وتحرص على عولمة مبادئ حقوق الإنسان.
هذه المبادئ يعبر عنها بدون تمييز لعرق أو لون أو دين، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة عام 1948، في نفس عام نجاح هذه القوى بقيام كتلة بشرية غريبة في فلسطين وإعلان دولة لها فيها. ولذر الرماد في العيون زعمت في ما يسمى "إعلان الاستقلال" أنها ستكون دولة مساواة ودولة ديمقراطية تلتزم بكل مبادئ ومواثيق وإعلانات الأمم المتحدة، ولكن سجلها الأسود لا يقول سوى أنها الأكثر انتهاكًا لهذه المبادئ سواء في فلسطين المحتلة أو في تحالفها العضوي مع النظام العنصري السابق في جنوب إفريقيا، أو في دعمها للأنظمة الدكتاتورية في إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
تأتي هذه المناسبة في ظل ما يجري في غزة من قتل وحصار جعل الشعب الفلسطيني في غزة كله أسيرًا ومشردًا، ويعاني ما يعانيه الأسرى في السجون الإسرائيلية.
إننا واثقون أن هذا الشعب العظيم الذي يناضل منذ 75 عامًا، قادر على تحرير أرضه وتحرير أبنائه من الأسر، وأنه لن يبخل في تقديم التضحية تلو الأخرى حتى يتخلص من أسوأ احتلال في التاريخ، ويحقق انتصاره عليه ويقيم دولته المستقلة على حدود عام 1967 بعاصمتها القدس الشريف.
وبهذه المناسبة لايزال الأمل معقودًا على العرب حكومات وشعوبًا أن يقفوا وقفة رجل واحد مع نضال سكان غزة والمقاومين في الضفة الغربية المحتلة بما فيها قلبها القدس، حتى يتوقف العدوان المدعوم من أطراف دولية تحاضر العالم كله عن الحرية وحقوق الإنسان، ولكنها تستثني الشعب الفلسطيني منها. ونتمنى أن تطلب الدول العربية مجتمعة من هذه الدول وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة التي تقتل الفلسطينيين، وأن تفرض عقوبات على إسرائيل كدولة محتلة تنتهك ميثاق الأمم المتحدة والتزاماتها نحوه كعضو في الأمم المتحدة.
المجد والخلود لشهداء الثورة الفلسطينية
الشفاء العاجل للجرحى
الحرية لجميع الأسرى والمعتقلين
* الرئيس اليمني الأسبق