في أوج الازمة التي استفحلت بين الرئيس صالح ونائبه البيض .. وقبيل نشوب حرب العدوان على عدن1994م، قام السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، سلطان مسقط وعمان بزيارة الى العاصمة صنعاء.. وهناك قيل ما قيل، ودار ما دار.. وفي خضم ذلك طَلبَ بحنين زائد القيام بزيارة لعدن ليستعيد ذكريات تعليمه في مدرسة جبل حديد التي تعلم فيها اللغة الانجليزية قبل رحلته الى بريطانيا للالتحاق بكلية ساندهيرست العسكرية الشهيرة، والتي تخرج منها بنجاح.
قالوا له: ان ذلك مستحيل إلا إذا اعتبر أنه يزور دولة أخرى خارج الجمهورية اليمنية!
حدث نفس هذا الشيء مع الشاعر الكبير محمود درويش.. لكنه كان مصمماً.. وفعلاً زار عدن وقتها... لكن تلك قصة أخرى.
الراحلان قابوس بن سعيد وعلي عبدالله صالح خلال زيارة الأول إلى اليمن 1993 (الصورة من موقع صالح)
قبل تلك الحرب اللعينة كان من حظي زيارة سلطنة عمان برفقة وزير الثقافة الاستاذ الشهيد جار الله عمر.. وفي حضرة وزير الخارجية العماني بن علوي كان موضوع تعليم السلطان قابوس في جبل حديد يلح على ذهني وأردت التحقق منه فهمست في اذن الاستاذ جارالله مستأذنًا في طرح تساؤلي.. لكنه نصحني، بل نهاني عن التطرق لهذا الامر لما قد يسببه من احراج وسوء فهم لا لزوم له. وطبعاً اطعت توجيهات الوزير وقتها ونسيت الامر.. إلى أن ذكرني به حديث لشخصية عمانية كبيرة على شريط فيديو شاهدته وشاركته على ريلز.. وكانت تلك الحقيقة التي علمتها وبدأت بها كلامي هنا.
لم تتيسر الظروف الملائمة للسلطان المحب لعدن ليستعيد ذكريات ايامه في جبل حديد.. ايام امجاد مدرسة جبل حديد الداخلية.. والعتبة الاولى على طريق امجاد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل بوسعيد.