بعد أن ينتهي موسم الصراب في نهاية تشرين الأول منتصف نوفمبر من كل عام، تبدأ "البَدْية" وتصبح الكدرة خالية تمامًا من الزراعة، فتبدأ الحيونات بالتجوال الحر طلبًا للحشائش وبقية الاخضرار وبقايا القروط.
طبعًا، الأبقار عند الغروب تؤوب إلى أهلها وحظائرها، إلا الحمير، فإن أهلها لا يلحون بعودتها، فتأخذ حريتها في التجوال والسرحان في أرض الله نهارًا وليلًا، وفي عز الليل إذا كنت أقهدك القات، ستسمع نهيق الحمير.
إن الليل يصبح مملكة الحمير، وهي تتراكض مع بعضها.
هذه الأمور كما شرحناها آنفًا، توصلنا إلى المعنى المطلوب، إننا كشعب، كامل، ومن جميع الحدود شرقًا، غربًا، شمالًا، وجنوبًا "حمير بدية".
نسيت أن أوضح أن الحمير تلك تصبح لعبة للأطفال الأشقياء، أطفال القرية الذين لا يركبون الدراجات، ولا يجدون ألعابًا، تصبح مجاميع الحمير تلك ملطعة لهم، يجربون فيها هواياتهم، فيتعبثون بتلك البهائم المسكينة، وهات يا ركوب ونزول وهرولة، المهم أنهم يحولون تلك الحمير إلى مسابقات في مضمار الكورة.
وتصبح تلك الحمير المسكينة تحت سيطرة وقهر أولئك الأطفال الأشقياء، حيث لا خيول سباق هنا، ولا دراجات، وبالتالي يصبح الشعب بكامله ملطعة للشرعية والحوثي، ويصبح بكامل هيبته "حمير بدية".
حمير بدْية
2024-01-01