تحية للشهيد جمعان السامعي
لك المجد.. قد رحلت
قلت للتاريخ قولًا حميدًا.. بل ما هو أكثر
قلت للحق لن نصمت عن قولك... مهما فعل الطغاة... قلت للناس راحل أنا عن هذا الجحيم ما نراه... ما نعيشه بات جحيمًا لا يطاق!
جمعان السامعي(شبكات التواصل)
جمعان قال قولته، ومضى، قبل أن تغالته وحوش الغاب في وضح النهار. قال للكون للبشر... قال لكم يا شعب اليمن... نكون أو لا نكون، تلك هي المسألة!
قد أتاكم آخر الدهر طاغوت من خلف أنياب الزمن الأنكى، حاملًا شرًا مبينًا. قد أتاكم فرعون ذو القرنين يلغي تاريخًا مجيدًا. أقول لكم قبل الرحيل... يا من بالأمس كنتم وطنًا شعبًا... كنتم سبتمبر الفجر التليد... كنتم أكتوبر الاسم العزيز... قد أتاكم من خلف دياجير التاريخ، طاغوت يسوق الذل، يلغي معنى التواجد والوجود... يقول لكم عيشوا رعايا تحت مظلة إمام أتى من خارج الدهر... من كهف عميق... أتى يعيد تأسيس منارة الإيمان... ما مثلها في الوجود. أتى هائجًا مثل جلمود صخر حطه الحقد عليكم، على تاريخكم، على سبتمبر المجيد، على أكتوبر العزة... حطه من عل... على رؤوسكم، فما عساكم فاعلون؟
هكذا تساءل جمعان النبيل، قبيل ترديه رصاصات حقد القادمين، لترديه صريعًا... قد أتوا مغولًا يقتلون... أتوا من مخابئ التاريخ، أسفل العقل الفاقد نعمة المولى... حين أرسل للأرض إنسانًا يرى، يميز، إنسانًا ذا عقل حكيم.... لكنه يا بلدي العزيز... أتانا وحشًا من وحوش الغاب، يغتال نطاسيًا يعالج أوجاع من يشكون ألمًا... وجعًا شديدًا... لكنهم وحوش لا يفقهوون ولا يميزوون... قتلوه، نعم قتلوك ياجمعان!
سبحان من قال بمحكم التنزيل "أرض طيبة"... لكن إبليس اللعين يريد قلب المفاهيم رأسًا على عقب، متذرعًا متكًا كذبًا انتسابًا واحتسابًا لسيد الكون، محمد آخر المرسلين، كان عنوانًا للتآخي، كان عنوانًا لتآزر البنيان، لا فرق بين بلال وسادة أبناء الأكرمين زيفًا وخيلاء، تكبرًا وتجبرًا، من قوم قريش، قد أتوا فاقدي العقل والبصيرة والبصر، فاقدي الإحساس، كمن أتى آخر الدهر يلغي تاريخًا ووجودًا... قالها جمعان السامعي مدوية كلمات من قلب جريح مناديًا... يا من تبقى بالبلد... يا من يهمه سبتمبر... أكتوبر، أقول لكم قبل الرحيل، لا تقبلوا بغير الحفاظ على جوهر النظام الجمهوري، ومبدأ الشراكة الوطنية بمفهومها السياسي، ومعاني ثورتي سبتمبر وأكتوبر، والثلاثين من نوفمبر للاستقلال الوطني للجنوب... كلها ثوابت لا نفرط بها. تلك رسالتي لكم، بخاصة ومثل هذه العناوين التي أشرت إليها لا تفريط فيها من كل الأطياف الوطنية، ونسأل أين موقع أنصار الله كما يدعون. وأزيدكم القول قولًا آخر: احذروا... البحر من أمامكم، والموت من خلفكم... والقادم من مران يلغي تاريخ وجودكم.. فماذا أنتم فاعلون؟
راحل أنا أعزتي، ما تبقى لنا شيء... كل شيء صادره السيد، فما عساكم فاعلون؟ مرتاح أنا بالقبر، وما أحسن الموت، عوضًا عن أن يعيش المرء ذلًا ذليلًا في وطن أعادوه للحضيض... اعادوه ورب العزة أسفل السافلين، وما تمثلوا قول الحق.... "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وليس من كان يتزيا نسبًا وانتسابًا،
فما كان هذا ما شاء ولا هكذا قال الرسول الكريم.
وداعا أبناء شعبي
الطيبين...
معزكم
دكتور جمعان السامعي