كان ثمن خنوع الشعوب العربية هو أن يمتطي السلطة عليها شذاذ الآفاق، والملاحظ أنه كلما تأخر حراك هذه الشعوب، أصبح هؤلاء الشاذون قدرها المقدور، وبدلًا من أن تقوم هذه الشعوب بتدوير السلطة على الراشدين من أبنائها، نجدها تقوم بتدوير أمراء الحرب والفاسدين على السلطة، وهذا ما حصل في لبنان والعراق وبلدنا حاليًا.
والكارثة الكبرى هي أن تجد بعض القوى السياسية المدنية -إن لم يكن أغلبها- يوافقون على المشاركة السياسية مع القوى الشاذة، لتكون المحصلة النهائية هي التشريع لهذه القوى التي لا يمكن لها أن تحقق نصرًا أو تحدث تقدمًا، لأن البطلان يتعلق ببنيانها، وقد كان ذلك واضحًا في عجز الشرعية التي قادتها مخلفات نظام صالح، سواء في طبعة الرئيس الواحد أو في طبعته الجديدة.
ولكم أن تتخيلوا شكل الائتلاف الذي سينتج بعد إضافة فئة تسببت بقتل آلاف مؤلفة من اليمنيين في حروب صعدة العبثية، وفوق ذلك تعتقد أن الله اصطفاها لتتملك رقاب اليمنيين، فلا شك أنه سيكون ائتلاف الفناء الذي لن تقوم للشعب اليمني بعده قائمة.
"إن الله لا يصلح عمل المفسدين".
ولن تجد لسنة الله تحويلًا.
* محامٍ وباحث أكاديمي مقيم في الخارج