"هذه الحرب ليست عابرة كسابقاتها وستحفر في ذاكرتنا مآسي كبيرة اضافة الى تدمير البنى التحتية الهشة والمعالم منها التاريخية"
- جمال البحر
11 مايو 2015
صحوت باكرا اليوم لأجد رسالة في بريدي من صديقي الغالي محمد صالح العشاوي يطمئنني عن أحواله وأحوال الأصدقاء حسب طلبي أمس.
قال محمد في رسالته إنه لا يعرف ما إذا كنت قد علمت أم لا… جمال مات!
الأكيد أنه استغرق وقتا ليكتب الكلمتين؛ جمال مات! ذلك أنه بحدسه يدرك أن خبر وفاة جمال لم يصلني.
أذهلني الخبر.
استغرقت طيلة ساعات النهار.
قبل نصف ساعة قررت أن أعرف التفاصيل بدءا من حائط جمال البحر في فيسبوك. كان علي أن اتذكر أن اسمه مكتوب بالانجليزية، وان صورته الشخصية تزين حائطه. أعرف ذلك جيدا وأعرف ان جمال منذ حوالي عام (أي عندما عدت الى حائطي للتفاعل مع الاصدقاء بعد غياب عدة اشهر جراء المرض) لم يظهر في حائطي معلقا أو مبديا اعجابه أو اعتراضه على منشوراتي.
اليوم عرفت السبب!
لقد عدت الى حائط جمال ووجدت بلاغا في حائطه يعلم أصدقاءه بموعد ومكان دفنه في قريته بتعز.
كان تاريخ نشر البلاغ 3 اكتوبر 2021.
لم يخبرني صديقي محمد بالنبأ وقتها لأني كنت في وضع لا يسمح بتلقي أنباء كهذه. ثم أنه انقطع على ما يبدو عن الفيسبوك ككثيرين. وها هو يبلغني اليوم لأنه يقدر أنتي لا أعرف وأن الواجب يلزمه أن يبلغني بعدما تإكد من حالي.
تحفر الحرب عميقا فينا.
كان جمال يقرأ يومياتنا قبل أن نكتبها ب8 سنوات.
كم فقدا أوجعنا منذ ربيع 2015!
لقد مات جمال!
هذا يعنى أن مواعيدي المؤجلة معه ملغية.
قفشاته التى لا تنتهي عن اصدقائه وفي الصدارة محمد، لن نسمعه مجددا يرويها فتنفجر ضاحكين.
احلامه بشأن بلدنا لن تتنزل على قلوبنا كلمات حاره من
فمه بل من روحه.
لن نخطط لرحلة قصيرة إلى حلب والى حي الميريديان لنستدكر أيامنا الحلوه في مدينة زاخرة بالقصص المدهشة وبالاسرار التي تتكشف تباعا ل"الحاوي" الذي كانه جمال.
ها أنا أبكيك يا جمال.
أبكيك لكأنك ترجلت قبل ساعة!