صنعاء 19C امطار خفيفة

لا مغريات للاستمرارية!‏

ماذا يعني وجود كائن حي جديد على هذة البسيطة وفي هذة الرقعة ‏التاريخية المهترئة الملعونة من جزيرة العرب التي يتغنى بها اهلها كببغاء ‏الباركيت الأخضر " نحن أصل العررررب، نحن أصل العررررب".‏


ها أنا ذا أسمع صراخاً، ضحكات، بكاء، وسباباً من العيار الثقيل وجميعها ‏تنطلق من افواهٍ لم تتجاوز العاشرة من العمر.‏

‏ أحدهم يغني بصوته النشاز "يا ليالي يا ليالي قالوا ان الحب حالي" في هذه ‏الساعة انها الآن ما بعد الخامسة مساءً..‏

‏ في الحقيقة؛ إنني أسمع صياحهم على مدار اليوم وحتى ما بعد منتصف ‏الليل تنقطع الكهرباء فيخرجون كالجراد المهاجر المزعج الذي يبحث عن ‏مزراع خضراء ليحولها إلى أرض أرض قاحلة..‏

‏ لا أدري هل هناك معايير خروج تلك الكائنات للشوارع والأزقة والحارات ‏المليئة بالنفايات والأتربة المثارة والسيارات المسرعة التي يقودها سائق ‏خديه كقنابل مؤقتة إذا ما تحدث سيتطاير وينتثر منهما أشلاء خضراء هنا ‏وهناك.‏

‏ تارة اشاهد طفلة تحمل رضيع وحولها طفل، طفلين، ثلاثة اربعة.... ‏

ذلك الذي بعمر السنتين يسيل مخاطه على فمه والذباب يفترش وجهه ‏ومؤخرتة العارية النحيلة الملطخة ببقايا فضلاته، يلعب بالتراب ويصنع منه ‏كومات صغيرة ثم يحطمها بقدميه العاريتين، ليحتج على ابيه وامه تباً للتسع ‏الثواني، اللعنه على تلك النشوة.. ‏

عصر الأمس تجمعت بعض الصغيرات ليرددن "بالروح بالدم نفديك يا ‏وطن"، فتحت نافذة غرفتي وصرخت: "اصصصه" وتلقين مني لعنه لطيفة ‏ثم أخبرتهن لا ترددن أي كلام.. لا ترددن شعارات الكبار دون أن تفهمنَّ ‏ماهية الوطن، بل لا تحفظن الدروس في المدارس، في المساجد دون أن ‏تفهمن كل شيء؛ بل يتوجب أن تطلبن من المعلمة أو الشيخة وممكن تطلبي ‏من ألبابه أو إلمامه شرح ومعنى كل كلمة، في كتب الوطنية والدين ‏والتاريخ.. لا ترتكبن أخطاءنا، بل جميعكم لا ترتكبوا اخطاءنا لا تمشوا ‏على نفس نهجنا فنحن أضعنا وطناً كان ضائعاً بسبب تلك الشعارات ‏الزائفة.‏

‏ ثم هل تعرفن قيمتكن في هذا المجتمع الممتهن لكرامة الأنسان كائناً من ‏كان، ماعدا ذوي السلطة والأموال.‏

نعم لقد جمعتهن واخبرتهن بكل ذلك ورأيت ملامح الاستغراب والوجوم ‏والأعجاب والبعض قُلن لي لقد طلبت من المعلمة أن تشرح لي ما لا افهمه ‏فأجابتني لأنك بليدة كوني ذاكري في البيت.‏

‏ حقيقة الأمر؛ كل ذلك دار في راسي في أجزاء من الثانية.. - كم أنت ‏عجيب ايه العقل-! ‏

نعم، فأردفتُ قائلة:‏

‏ غدًا سأحدثكن عن الوطن ثم عن كفاح النساء في مجتمع لا يؤمن بكيانها ‏أو حقها في الحياة ولا ينظر لها كإنسان أساساً.‏

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً