صنعاء 19C امطار خفيفة

إلهام مانع.. لن يعيدنا أحد إلى زمن الإمامة أو لدعوة الزنداني الزائفة

إلهام مانع.. لن يعيدنا أحد إلى زمن الإمامة أو لدعوة الزنداني الزائفة

العزيزة الدكتورة إلهام مانع المدافعة عن الحريات والحقوق. الأكاديمية المرموقة.. حوارك أمس 16 يناير 2023 في ال بي بي سي كان ممتعًا وشائقًا. ذكرني بحواري معك في منزلكم العامر الكائن بين شارع الزبيري والقصر الجمهوري.


كان حينها أول لقاء معك. كانت آراؤوك العلمية غاية في الوضوح والصدق والصرامة ما أخجل تواضعي. أسئلة المحاورة نوران سلام كانت دقيقة وذكية، وكانت إجاباتك أزكى وأذكى. أصلت لشجاعة نوال السعداوي، وحداثة فاطمة المرنيسي، وإبداع نبيلة الزبير.

أمس وقبيل النوم أتيت على قراءة صدى الأنين. لغتها راقية، وخطابها جهير وشجاع. قرأت قبلاً رواية "خطايا". كانت مطبوعة بالآلة الكاتبة ومسحوبة بالاستنسل، وغاية في الشجاعة، وفضح الزيف المتدثر بالقيم العتيقة، والتدين البائس. لا كرامة لنبي في قومه.

رسالتك للدكتورة عن الحريات والتعددية السياسية والحزبية لم تقرأ كما ينبغي، ورسالتك في جامعة صنعاء حوصرت بالإيذاء والمضايقات. إمامتك للمصلين ما كان لها أن تقام إلا بعيدًا عن اليمن، مع أن أبو حنيفة النعمان قال بها قبل بضعة قرون. وأفتى العلامة المجتهد الطبري بتولي المرأة الإمامة. ننحاز للشاعر الشعبي الخفنجي القائل: "كلٍ يصلي كيف ما اشتى، والسر القبول".

ما تفعله السعودية، ونتمنى أن تتخلص منه إيران، واليمن من أوثان هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأكذوبة الزنداني "الهوية الإيمانية". لم يعط الله لنبيه محمد حق التفتيش عن القلوب، ولا عن اعتقاد الناس، ولكن تلاميذ السلف غير الصالح يعطون لأنفسهم ما لم يعطه الله لأنبياء والمرسلين وللرسول الكريم: (لست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر). الآية.

لن تحكم اليمن بما لم يأذن الله به: الهوية الإيمانية، ولن يستطيع أحد أن يعيدنا إلى أواخر الخمسينات أو إلى دعوة الزنداني الزائفة، ونهج الوهابية والإسلام السياسي سنيًا كان أو شيعيًا.

تكررت الآيات: (لست عليهم بوكيل)، و(ما على الرسول إلا البلاغ) في العديد من السور في آل عمران، والشورى، والأنعام، والزمر، والإسراء، وياسين، والنحل، والعنكبوت، والنور، والطلاق.

الدكتورة الناشطة الجليلة مزيدًا من التنوير، وتبيان الحقيقة؛ فدعاة الموت والظلام ينتشرون كالفطر في ليلة ماطرة.

لك خالص التحية والإعزاز.

عبد الباري طاهر

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً