صنعاء 19C امطار خفيفة

طفح المجاري مستمر في الضالع ومطالبة بإطلاق اسم قيادي مؤتمري على شارع الشهيد أحمد ياسين

2009-02-26
طفح المجاري مستمر في الضالع ومطالبة بإطلاق اسم قيادي مؤتمري على شارع الشهيد أحمد ياسين
طفح المجاري مستمر في الضالع ومطالبة بإطلاق اسم قيادي مؤتمري على شارع الشهيد أحمد ياسين - فؤاد مسعد
بعد تغيير مدير صندوق النظافة بمحافظة الضالع قبل ما يقرب من عامين تفاءل المواطنون بإمكانية تحسن ملحوظ في شوارع المدينة، غير أنهم اكتشفوا خلال فترة وجيزة أن تفاؤلهم لم يكن في محله، حيث لا تزال المجاري طافحة بالمخلفات، ولا تزال الشوارع والمداخل المهمة مرتعا آمنا لأكوام القمامة التي تتواجد بكثرة وبشكل لافت للعيان، خصوصا والضالع تقع على خط صنعاء -عدن الحيوي، ما يعني أن منظرها يستفز جموع المسافرين أثناء مرورهم في الشارع الرئيس لمدينة لا يبدو أنها تنال حظها من النظافة والتحسين رغم وجود صندوق تجبى إليه ملايين الريالات تحت مسمى نظافة وتحسين!
المدير السابق للصندوق قدم استقالته مستبقا إقالة مرتقبة من محلي المحافظة الذي أنهكه بكثرة استجوابه في أكثر من جلسة مدعمة بتقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة تدين إدارة الصندوق بمخالفات عديدة يأتي في مقدمتها صرف مبالغ مالية خارج إطار الأهداف التي أنشئ الصندوق من أجلها، وقد ظل المدير نفسه عرضة لنقد الصحف المعارضة التي وضعته في مرمى نيرانها بعد اتهامه بالاعتداء على صحفيين كانوا يقومون بعملهم الصحفي في تغطية حملة نظافة نفذها الصندوق.
وإثر ذلك تم تعيين أحد قيادات المؤتمر الشعبي مديرا جديدا للصندوق لتشهد النظافة اهتماما مفاجئا، لكنه لم يلبث أن توارى متأثرا بعوامل تعرية أعادت الأوضاع إلى ما كانت عليه في السابق، وعادت المياه إلى مجاريها، مخلفة مناظر لا تسر الناظرين ولا العابرين، ناهيك عن المقيمين الذين لم يلحظوا من النظافة غير عمال مغلوبين على أمرهم وقلابات (بوابير) تلتقط ما فاض، وسيارة المدير العام التي تعبر الشوارع غير مكترثة بما حولها.
الطفح المستمر بغزارة لمجاري المدينة صار يهدد بكارثة بيئية جراء انتشار البحيرات التي لم يتم شفط مياهها، وهو ما جعلها مرتعا خصبا للأمراض الوبائية المنقولة عن طريق البعوض وما يصاحبها من روائح كريهة تترصد العابرين خصوصا وهذه البحيرات يتركز تواجدها في أهم المناطق الحيوية وفي طليعتها المتشفيات والمدارس والمبنى الرئيس لكلية التربية، ناهيك عن معظم أسواق الضالع وأحيائها المختلفة والتي صارت جميعها ترزح تحت وطأة المعاناة المتواصلة لهذا الطفح الذي لا يكف على مدار العام.
وعلى الرغم من كون معظم شوارع مدينة الضالع وأحيائها واقعة تحت تأثير المخلفات وأكوام القمامة، إلا أن الشارع الذي يربط بين المستشفيات والمدارس من جهة وكلية التربية وسوق الجمرك من جهة ثانية يعد الأكثر تعرضا لهذا النوع من الإهمال رغم انه تم افتتاحه قبل ما يقرب من أربعة أعوام فقط، وكغيره من شوارع بلادنا الحبيبة لم تصمد طبقة الإسفلت سوى عدة أيام ليصبح في عداد الخارجين عن الخدمة، وهو ما دعا مخلفات المجاري لتحل مكانه بكفاءة عالية!
المحافظ الأسبق الذي افتتح هذا الشارع كأهم إنجاز وطني يحدث في عهده الميمون كان كريما للغاية وهو يطلق على الشارع الجديد اسم الشهيد أحمد ياسين، كان ذلك بعد استشهاده مباشرة، وبعد أيام قليلة ظهرت منشورات إصلاحية تطالب المحافظ بتغيير اسم الشارع حفاظا على سمعة الشهيد، مقترحين أن يحمل الشارع اسم شخصية بارزة من المؤتمر الشعبي!
لم يكترث أبناء الضالع لاسم الشارع لكنهم منزعجون من الوضع المزري الذي يعيشه هذا الشارع اليتيم الذي أصبح شبه خال من العابرين، وصار من النادر المرور فيه خصوصا لمن يمشون سيرا على الأقدام من طلاب المدارس والكلية ورواد المستوصفات.
الكارثة التي تهدد البيئة في الضالع لا تقتصر على المدينة وشوارعها، لكنها تمتد إلى الوديان المجاورة والتي لم تسلم هي الأخرى من تأثيرات الطفح الناتج عن مجاري المدينة والخزانات الموجودة فيها، وذلك بسبب عدم شفط هذه المياه كما كان يحدث في السابق قبل بضعة أعوام، وهو ما جعل الآبار الصالحة للشرب –على قلتها- والقريبة من المدينة منها على وجه الخصوص في مصب تلك المجاري مما يضاعف من معاناة سكان الضالع وضواحيها، إذ إن النتيجة المترتبة على كل ذلك ستؤدي إلى تلوث مصادر مياه الشرب وتغيير طعمها ما يجعلها غير صالحة، إضافة لتلوث التربة ونقل الأمراض المختلفة حيث والبعوض لم يعد يكتفي بالإقامة في فصل الصيف كما في بقية المناطق فهو في الضالع يحظى بإقامة شبه دائمة وفي جميع فصول السنة.
في ما يتعلق بالجهة المسؤولة عن تردي الأوضاع، تشير أصابع الاتهام إلى كل من مؤسسة المياه وإدارة الأشغال، اللتين بدورهما تلقيان باللوم على صندوق النظافة والتحسين الذي صار هو المسؤول الوحيد عنها بعد نقل مهمة شفط مياه المجاري إلى إدارة الصندوق منذ مطلع العام قبل الفائت. إلا أن الصندوق لن يعدم مبررا لعجزه عن القيام بدوره والعذر الذي قد يلوكه لا يخرج عن الإشارة الى كون اللائحة المنظمة لم تتضمن بندا يتعلق بالشفط! ما يعني أن الطفح سيبقى مستمرا.

إقرأ أيضاً