صنعاء 19C امطار خفيفة

حرب 94 أكسبت تيار «الزمرة» حصة الاشتراكي في السلطة بينما ذهبت أحلام تيار السبعينات.. البحث عن الأحلام المفقودة - صالح علي

2007-11-07
حرب 94 أكسبت تيار «الزمرة» حصة الاشتراكي في السلطة بينما ذهبت أحلام تيار السبعينات.. البحث عن الأحلام المفقودة - صالح علي
حرب 94 أكسبت تيار «الزمرة» حصة الاشتراكي في السلطة بينما ذهبت أحلام تيار السبعينات.. البحث عن الأحلام المفقودة - صالح علي
الاشتراكي الذي قاد المحافظات الجنوبية الى الوحدة في مايو 1990، دخلها قبل فتح المجال الى مصالحة داخلية لمعالجة الصراعات السياسية التي شهدها الشطر الجنوبي قبل الوحدة.
صراعات تمتد بعمر فترة حكمه.. ومنذ يونيو 1969، ومروراً بيونيو 1978، وانتهاء بيناير 1986.
فهناك القوى التي أُقصيت بعد حركة 22 يونيو 1969 وبعد تسليم الجبهة القومية للسلطة كما كانت قوى قبلية واسعة قد ضفت حينها بالقوى المعادية للثورة، وهي التي طالتها التصفيات الجسدية وزج بها في السجون مطلع سبيعنات القرن المنصرم، ثم تعرضت للتهميش طوال الفترات اللاحقة.
فقد دخل هؤلاء بوحدة وعيونهم على الخلاص من حالة التهميش والحصول على موطئ قدم في الدولة الوليدة: دولة الوحدة.
هناك أيضاً يقف الطرف المهزوم في يناير 1986، وهو أحد أطراف الاشتراكي الذي اقصي من السلطة وشردت قيادته إلى الشطر الشمالي، مازال يحدوه الأمل بالعودة إلى السلطة، وكان يرى في قيام دولة الوحدة بارقة أمل جديدة لتحقيق هذا الحلم وكانت محافظتا أبين وشبوة هما القاعدة التي يقف عليها هذا التيار.
ومع تدشين المؤتمر الشعبي العام فتح فروع له في المحافظات الجنوبية، سارعت القوى التي همشت خلال فترة الحكم الاشتراكي وطالتها التصفيات والاعتقالات إلى الانضمام إلى المؤتمر ظناً منها أن ذلك سيمكنها الخلاص من ما طالها من تهميش خصمها الاشتراكي وتحقق من خلاله، أي المؤتمر، ما كانت تتطلع إليه.
وقتها كان تيار «الزمرة» الطرف المهزوم في يناير 1986، يسكنه الأمل في مصالحة يجريها طرف الاشتراكي الآخر الذي كان شريكاً في الحكم في دولة الوحدة.
وهو مالم يحصل.. فسارعت قيادات تيار «الزمرة» بالدفع بقواعدها للانظمام الى المؤتمر وقد لاحت لها الفرصة في جولة جديدة مع خصمها في ينار 1986.
هذا ما أثار حفيظة تيار السبعينات الذي كان يرى في تيار «الزمرة» ليس أكثر من طرف من أطراف الاشتراكي، الخصم اللدود.
ومع بدء الازمة السياسية ومع اشتداد الصراع بين الاصلاح والاشتراكي، رأت هذه القوى- تيار السبعينات- أن الاصلاح هو الأكثر قدرة على تلبية تطلعاتها وحليف يشاركها خصومتها للاشتراكي، فبدأت قوى هذا التيار بمناصرة الاصلاح والانسحاب شيئاً فشيئاً من المؤتمر... وهذا ما أعطى الاصلاح الزخم الذي وصل اليه حينها.
دخل الطرفان: تيار الزمرة، وتيار السبعينات حرب 1994 في صف الدفاع عن الوحدة وكل منهما يأمل أن يحصل على حصة الاشتراكي في الحكم بعد حسم الحرب.
جاءت نتائج الحرب بحصول تيار الزمرة على نصيب الاشتراكي في السلطة بينما ذهبت احلام تيار السبعينات ادراج الرياح وعادوا مرة أخرى إلى مرحلة جديدة من التهميش. خيبة أمل هبت على قوى هذا التيار وسادت حالة من الاستياء والتذمر من الواقع الجديد.
هذا الاستياء أصبح يشاركها فيه الطرف المهزوم في الحرب... لم يبق غير المستفيد من نتائج تلك الحرب ومع مرور الاعوام بدأت دائرة الاستياء تتسع شيئاً فشيئاً.
مع بداية تقليص نفوذ الطرف الجنوبي «تيار الزمرة» ومع إقصاء بعض قياداته الوسطية وبعض رموزه. هذا الاقصى ولد شريحة جديدة تحمل الاستياء نفسه الذي يحمله من سبقوها. كان كل يوم يضيف وجوهاً جديدة رافضة للوضع القائم.
الاحزاب السياسية وبرغم مرور ما يقرب من سبعة عشر عاماً، لم تنجح في خلق ثقافة موحدة للمنتمين اليها، ما زالت رواسب الصراعات السياسية هي الحاضرة.. ومحكومة بما سبقها من انتماءات.
المؤتمر الشعبي العام، صاحب الاغلبية في كل الدورات الانتخابية، ليس أكثر من تجمع لأشخاص تسكنهم كل تلك التناقضات كما ان الدورات الانتخابية الداخلية التي مر بها قد افرزت قيادات أعدت فقط للحملات الانتخابية ليس اكثر.
تجمع الاصلاح بعد أن أُبعد عن السلطة هجره الكثيرون وتلاشى وجوده في المحافظات الجنوبية واغلقت مناطق بكاملها أمام الاصلاح وكان تحالفه مع الاشتراكي بمثابة رصاصة الرحمة بعد أن أدى ذلك الى خسارته للمنظمين له على خلفية خصومته مع الاشتراكي.
فالاصلاح لم يعد اليوم هو نفسه الاصلاح عام 93-1994 وأصبح موقفه اليوم قد لا يقدم أو يؤخر فيما يجري قد يختلف الى حدٍ ما وضع الاشتراكي كحزب في هذه المحافظات باعتبار أن غالبية من يقودون الحركة الاحتجاجية اليوم هم من المحسوبين عليه في مراحل مختلفة، وأتباع أطراف صراعاته السابقة، لكن لم تكن له السلطة، ولم يكن صاحب القرار فيما تقوم به قيادة الحركة الاحتجاجية.
الاشتراكي كتنظيم فضل الالتحاق متأخراً بتلك الحركة الاحتجاجية، ورأى أن اللحاق بها ولو متأخراً، أفضل من عدم اللحاق بها. فقد كانت الي ما يقرب ثلاثة أشهر الكثير من القيادات الوسطية وقيادات الاشتراكي في المحافظات الجنوبية تأخذ موقفاً مغايراً مما يجري اليوم، بل كان لها موقف من طرح مسدوس، وتيار إصلاح مسار الوحدة.
هذا الموقف المتأخر للاشتراكي جاء وكأنه تعميم حزبي نزل إليها من هيئات عليا، لعلها القيادات المتواجدة في الخارج، خصوصاً وأن هذا الموقف تزامن مع تحرك بعض القيادات في الخارج وتأييدها لحركة المتقاعدين هذا الموقف لقيادات الخارج أسهم بصورة كبيرة في زيادة فعالية حركة المتقاعدين والذي يرى بعض المراقبين ان الدعم المعنوي الذي قدمته قيادات الخارج لحركة المتقاعدين ربما رافقه دعم مادي وهذا ما توحي به القدرة الفائقة على تنظيم الفعاليات للمتقاعدين والتي تتطلب في معظمها إمكانيات مادية يصعب القيام بها دون غطاء مالي كافٍ.

إقرأ أيضاً