سيارات الإطفاء.. كارثة أخرى - بشير السيد
كانت سيارات الإطفاء تتدافع صباح الإثنين الماضي إلى شارع عمان في الحي السياسي وسط العاصمة صنعاء، كنت حينها في مقر الصحيفة وكان مرور سيارتي إطفاء من أمام المقر في أقل من عشر دقائق يوحى أن كارثة كبيرة حدثت.
بعد اتصالات عدة، عرفت أن حريقاً اندلع في إحدى شقق الطابق الربع بعمارة الغيثي، جوار جولة المنقل، مديرية الوحدة.
الحريق يُخلّف أي إصابات بشرية إذ أن صاحب الشقة الدكتور عفيف، الذي يقطن رفقة شقيقه الأصغر قد غادراها قبل اندلاع النيران،لكن الكارثة بدت في سيارات الإطفاء، برغم الهدف الإنساني منها. وأعني هنا الإدارة القائمة عليها.
ست سيارات إطفاء ارتصت بجوار عمارة الغيثي لإطفاء حريق!! ولن يتخيل كل من شاهدها أن الحريق في شقة صغيرة، بل وفي حجرتين فقط.
شهود عيان ومجاورون واثنان من أفراد النجدة أيضاً أفادوا لـ«النداء» أن الحريق اندلع في التاسعة والنصف صباحاً، وعند العاشرة والربع وصلت أول سيارة إطفاء، واكتشفت أن خزاناتها فارغة من المياه. وبعد مرور ربع ساعة كانت أصوات ونانات الثانية تدوي في مكان الحادثة وخزاناتها مزودة بالمياه لكنها نسيت الخراطيم لتهرع الثالثة. بيد أن المشكلة لم تبق في المياه والخراطيم. إذ رأى رجال الدفاع المدني ضرورة وجود سلالم للوصول إلى الطابق الرابع.
آنذاك كنت قد وصلت إلى مكان الحريق متزامناً مع سيارة إطفاء حديثة، وأخرى تحمل سلالم.
ليصل عدد السيارات إلى خمس وعند الثانية عشرة ظهراً عززت بسادسة.
تم إخماد الحريق في حجرتين من الشقة. فيما مياه سيارات الإطفاء غمرت كل زوايا الشقة غير المحترقة وأتلفت أثاثها: أجهزة كهربائية وأفرشة ومكتبة... إلخ؛ لقد قامت المياه بما عجز عنه الحريق!
بعد انتهاء الحريق بدأ رجال الأمن أكثر حرصاً على سلامة الاجراءات الأمنية وفرضوا طوقاً أمنياً على مدخل عمارة الغيثي ومنعوا قاطني شققها من الدخول للإطمئنان على سلامة أسرهم.
ليرتص الآخرون بوجوههم المفقوعة من الفجيعة بجوار سيارات الإطفاء الست، مكونين مشهداً كارثياً للمارة والمتجمعين.
رجال الأمن المكلفين بالتحقيق في الحادثة قالوا ألاَّ أثر أو دليل على أن يكون الحريق بفعل فاعل. أما صاحب الشقة الدكتور عفيف فقال بنبرة حزينة وخافتة: «ربما يكون مساً كهربائياً». ولم يستطع مواصلة الحديث.
وفي الوقت ذاته وعلى بعد ثلاثة كيلومترات تقريباً شمالاً، التهمت ألسنة اللهب محل كمبيوتر في جولة سيتي مارت (مديرية معين) في حادثة ما تزال أسبابه غامضة.
صاحب المحل، وهو عراقي الجنسية، رجح في تصريحات لـ"نيوز يمن" أن يكون الحريق ناجماً عن مس كهربائي وقع في أحد المكيفات الخاصة بتبريد الأجهزة ،لكن أحد العاملين، ربط الحريق بكاوية ملابس يدوية.
المصادر الأمنية التي وصفت الحادثة بالغامضة، أشارت إلى أن المعمل الجنائي قد يستغرق أسبوعا لمعرفة أسباب الحريق.
وقدر صاحب المحل خسارته بنحو 5 ملايين ريال.
وبحسب شهود عيان، فإن الدفاع المدني ساهم في إخماد الحريق في اللحظات الأخيرة غير أن الأدوات وقطع الأجهزة أتلفت جميعها،إما بالنار أو بماء ألمطافي.
سيارات الإطفاء.. كارثة أخرى
2007-06-20