قمة كانت ومرت
قمة فتحت فمها ولكنها لا شيء قالت
دفنت رأسها تحت سياط النواح والبكاء على الأطلال، وذرف الدمع حزنًا مع آهات أنات أطفال غزة مثل بيروت تحت القصف تقرأ آيات من باعوهما كذبًا وقالوا إنا لأجلكما اجتمعنا.... ألا يا ليتهم ما قالوا حرفًا ما حشدوا جمعًا أفاض قولًا وخطابات ما كفى على سطح البسيطة على أرض غزة غير هدر دماء من جسد الأبناء أطفال غزة مثلها سالت دماء بيروت إذ رمتها قنابل صواريخ شتى، وقمة قالت وقالت وأفاضت قولًا وقولًا، لكنها يا حسرة القلب لم تقل شيئًا لصالح بيروت غزة، كل ما قالوه كرروه منتج من سنوات عجاف قالوا بها نفس أقوال تعرت ألبسوها ثيابًا مهلهلة رددوا شعارات تكذب تزيف أقوالًا وتغدق الوعود لمن يطحنهم الموت وعدًا تلو وعد وعلى الأرض لم ينتج شيئًا.
يا إلهي أية مأساة تجلت أي أيام جوهرها الكذب والزيف والرقص على أجساد موتى غزة تذبح ليلًا نهارًا وبيروت تدفع ثمنًا من دمها من روحها من روح طفل عربي ظل بالحلم يحلم ما أزاحوا العبء عنه أصيل من فلسطين اسمه السنوار مثله شهيد بيروت الجمال نزعا الخوف عنه أطلقوا سهامًا من شهب النصر لأجل عينيك يا غزة لأجل خاطر أرز لبنان الجمال.
قالت ما وراكم ما معاكم بصوت جاوز العلياء لما اجتمعتم أنه إعادة تدوير قاموس كذب ورب الكعبة إنه ألعن من كذبة شيلوك بسوق تغلب.
فما عساني يا غزة أقول قد أعمت قلوب عيون من قالوا إنهم لأجل غزة بيروت قد تداعوا، يا لعمري ليتهم ما تداعوا ولا اجتمعوا وعلى الموائد والمقاعد وجلجلة الهواتف وزيف بيانات قالوا كرروا أقوالًا من عهد موسى ويثرب، ليتهم ما اجتمعوا كان والله أفضل أفضل... ليتهم غطوا وجوهًا بآليات، ليتها ما أسفرت بأرض الحرمين كان والله أفضل أفضل.. واليوم نعم اليوم وغزة تذبح ولبنان يهدد يقيمون على أنقاض قمتهم حفلًا بهيجًا... لآخر موضات أجساد تعرت، تناسوا أجسادًا تدفن تحت الأرض، تناسوا أرض مسرى محمد يقصف يقصف، تناسوا لبنان يذبح... تناسوا أطفال عيسى ومريم، تناسوا كل شيء، وأقاموا والدم على الساحات أنهار تجري، أقاموا فيستيفالًا مهرجانًا للتعري للملاح أجسادًا ومعنى... رعاك الله يا غزة يا لبنان من شر من قالوا لأجلك أتينا ولأجلك اجتمعنا، تركوا لك الساحات غادروها سريعًا سريعًا معرض الأزياء مبهرًا كان مبهرًا... هكذا تثاقفت ثقافة من يترك غزة لبنان دمارًا وأتى آخر الليل على جسد الأطفال على جسد الشهداء يتثنى يتلوى يرقص يرقص على أنغام موت غزة لبنان، وأتت قمة عرض أزياء ملكات النحل من يشربن غدًا بعد غد دماء أبناء بيروت غزة... رقصًا غناءً وشهرة، وتلك والله شر البلية... شر قمة عقدت ولم يتأتَّ للبنان لغزة منها شيء.
أين تكمن مأساتها؟ تلك حكاية ورب العزة فهمتها غزة من عام ونيف، وهي من دمها تدفع، لأنها ضحية من غضوا الطرف عنها وعن لبنان مثلها أتوا فعلًا يحدث على الأرض دويًا عدا بيان يتلوه بيان، والبقية تأتي، ودومًا لا تأتي الرياح بما يشتهي أصحاب سفينة تركوها عرضة للرياح لأمواج شيلوك تهب تبحر أنى شاءت وأين شاءت، تلك ورب الكعبة مأساة عرب العرب يا أحبابنا بلبنان غزة.
عفوًا غزة عفوًا لبنان، فقد اجتمع الجمع وصدر البيان لكن لا توابع هزت جدران دولة الاحتلال...
لا سحب للسفراء تم...
لا وقفة تصد رياح موجة صفقة القرن وتسبيحات الإبراهيمية تحت خيمة التطبيع...
لا إنذار حتى بقطع العلاقات مع دولة الاحتلال لأرض فلسطين بل لغيرها تسعى وتسعى...
لا تهديد بسلاح النفط وغيرها من أسلحة للضغط تمتلكها المجموعتان العربية والإسلامية...
لا إجراءات رادعة تؤدي لفك حصار الموت على أبناء غزة والضفة ولبنان العزيز المفدى...
لا حشد حقيقي للقوى الدولية خاصة ومصالح العالم تتأثر إن شعرت بوجود تحرك حقيقي يوحي بأن استمرار الحال مستحيل على ما هو عليه محال وفق صياغات صهيون ومن معه من بذروا بذرتهم بأرض فلسطين العربية...
للأسف لا شيء من ذلك تم، واستمر بقاء الحال على ما هو عليه.
فلا نامت من أغمض عينيه وسريعًا ولى بوعود خاويات يتوكأ.