صنعاء 19C امطار خفيفة

القاضي الخرساني أضاء الشموع في وجه الظلام والاستبداد قبل ثورة سبتمبر

القاضي الخرساني أضاء الشموع في وجه الظلام والاستبداد قبل ثورة سبتمبر
محمد عبدالوهاب الخرساني- أروى عثمان

درس القاضي محمد عبدالوهاب الخرساني العلوم العصرية في مستعمرة عدن قبل ثورة الـ26 من سبتمبر، وعندما عاد إلى قريته "ذخف" في عزلة قدس التابعة لقضاء الحجرية، قبل ثورة سبتمبر بعدة سنوات، افتتح مدرسة صغيرة لتعليم العلوم العصرية، بما فيها اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم والجغرافيا والتاريخ والرياضة البدنية، وقد وضع شروطًا لمن يلتحق بتلك المدرسة، وعلى رأسها وأهمها أن يلبس الملتحق بالمدرسة البنطلون، وأن يخلع الإزار والقميص -الزنة، وهكذا لم يتوانَ عدد من شباب القرية والقرى المجاورة عن الالتحاق بتلك المدرسة، في وقت كانت اليمن الشمالية مملكة يلفها الظلام وقصص الجن والخرافات.

 
وعندما قامت ثورة الـ26 من سبتمبر، كان عدد من شباب القرية والقرى المجاورة الذين درسوا في تلك المدرسة، في طليعة المتطوعين بالحرس الوطني الذي نشأ بعد الثورة لدعم الجيش اليمني بالرجال.. كما التحق العديد منهم بالمدارس العصرية التي وجدت بعد الثورة، وأصبح عدد منهم مدرسين وكوادر إدارية وقانونية، موزعين في عدد من المدن اليمنية.
ذلك هو القاضي محمد عبدالوهاب الخراساني، واللقب الذي اشتهر به في صفوف الحركة الشبابية والطلابية اليمنية في العاصمة المصرية القاهرة، وفي العديد من عواصم أوروبا الشرقية، هو لقب القاضي.
 
القاضي الذي أضاء الشموع في وجه الظلام والانحطاط الثقافي السائد آنذاك والاستبداد القبلي (الجمهوري) الذي ظهر بعد انقلاب 5 نوفمبر، وكان محمد عبدالوهاب القاضي الذي لا يحب أن يتحدث عن أدواره، قد أضاء بذلك السلوك وبشر بثورة 26 سبتمبر قبل حدوثها بالفعل لا بالقول.. كما أضاء الشموع في وجه الفساد والاستبداد، ورفض الاندماج في مؤسسة الفساد الحاكمة بعد عودته في منتصف الثمانينيات من جمهورية هنغاريا، وقدم تضحيات كبيرة بالفعل لا بالقول، وساحة التغيير التي شهدت ثورة الشباب والطلاب السلمية شهدت بذلك، وقد ظل على مبادئه في حب العلم والتشجيع عليه، وكل ما قدمته الحضارة العصرية والإنسانية من قيم وإنجازات علمية وتكنولوجية متطورة حتى وفاته.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً