صنعاء 19C امطار خفيفة

الراحل العزيز صائب سلام حيدر.. سائق تاكسي بدرجة دكتوراه

الراحل العزيز صائب سلام حيدر.. سائق تاكسي بدرجة دكتوراه
صائب سلام حيدر ريشة رقمية النداء
تخلت عنه الحياة التي لم تنصفه، بل بالغت في إيذائه والقسوة عليه..
تخلت عنه كما تخلينا نحن عنه.. وتخلى عنه هذا الوطن القابع تحت أحذية العسكر والمليشيات..
كانت الحياة في حالة توحش معك أيها الملاك والمناضل النبيل والإنسان البسيط المسالم الذي ظل يصارع أهوال الحياة بأسلحة متواضعة لا تزيد عن سيارة تاكسي متهالكة لا يكاد دخلها الضئيل يغطي متطلبات الحياة البسيطة والمحدودة لإنسان بزهد وقناعة وعزة نفس صائب وأسرته الكريمة.
هذه النفس العزيزة لصائب سلام، آثرت الانسحاب بهدوء وبصمت بعد أن تخلى عنه الجميع.
 
ففي لحظة فارقة شعر أن هذه الدنيا ليست له ولا لأمثاله من الشرفاء، بل للقتلة والخونة وبائعي الأوطان، فقرر مغادرة حياة الفناء إلى دار البقاء، ليستقر هناك مع الأنبياء والشهداء والصالحين، ونعم أولئك رفيقًا.
 
من حزننا عليك سنبكيك دمعة وراء دمعة. ونبكي معك أنفسنا، ونبكي هذا المصير الذي ينتظرنا بالدور، فنحن من تخلينا عنك في ساعات شدتك، وتركناك وحيدًا تصارع أهوال المرض وأهوال دنيا لا ترحم.
 
لم تكن يا صائب من القسوة ومن الجبروت بما يؤهلك لتكون أحد فرسان هذا الزمن الرديء الذي يقتل النبلاء والأحرار كصائب.
 
فلن نقول يا صائب إنك رحلت قبل الأوان، إذ يبدو أنه قد أزف الرحيل لأبناء جيلك الذين كانت أحلامهم وطموحاتهم تطاول النجوم، وتتجاوز القمر، لكنها انتكست أمام براكين العمالة والفساد، ودفنت تحت أقدام ثقافة القبيلة ومنطق الغاب وأسراب الجراد.
 
ستظل في قلوبنا حسرة لا تنتهي، وفي أعيننا دموع تفيض ولا تتوقف حتى نلقاك.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً