صنعاء 19C امطار خفيفة

في الذكرى السنوية الأولى لعملية طوفان الأقصى

 

أولًا: مسار الأحداث في المنطقة خلال عام (أكتوبر 2023 -أكتوبر 2024م):

 
شنت حركة "حماس" عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م على المحتل الإسرائيلي نتيجة للاعتداءات المستمرة على المدن الفلسطينية، وانتهاكات حرم المسجد الأقصى، ومصادرة الاراضي الفلسطينية، كما كانت استجابة طبيعية لمخططات تصفية القضية الفلسطينية. وقد انضم إلى المقاومة "حماس" محور المقاومة والإسناد: حزب الله من لبنان، وأنصار الله من اليمن، والحشد الشعبي من العراق، تحت شعار وحدة الساحات أو جبهة إسناد غزة.
 
والجدير بالذكر، أنه دارت السنة في حرب ضروس غير متكافئة مع العدو الصهيوني الغاشم الذي اغتنمها فرصة لتدمير قطاع غزة، والضفة الغربية، وأجزاء من لبنان، والتوسع في قضم الأراضي وبناء المستوطنات. وما زاد الأمر تعقيدًا استشهاد رموز المقاومة من حركة "حماس" و"حزب الله"، ومئات من منسوبيهما، وكذا استشهاد أكثر من 45.000 من الخدج، والأطفال، والنساء، والمسنين، والمسنات، وإصابة أكثر من مائة ألف من سكان كل من غزة والضفة الغربية ولبنان، معظمهم في حالة صحية خطيرة، إلى جانب النزوح القسري لمليون وخمسمائة ألف شخص من منطقة إلى أخرى، وتجريف الأراضي الزراعية، وهدم المساكن والمستشفيات والمدارس والخيام على رؤوس النازحين، ومنع دخول المساعدات الطبية وإدخال الإغاثة، وبخاصة إلى شمال قطاع غزة. وماتزال الحرب مستعرة ومستمرة بعنف ووحشية من جانب العدو الصهيوني. إنها مأساة المآسي، للأسف الشديد.
 
ولا يسعنا إلا أن نقدم خالص تعازينا ومواساتنا للجميع في استشهاد رموز المقاومة، ومعهم جميع الشهداء، رحمة الله تغشاهم، والدعاء بأن يمن الله على المصابين بالشفاء العاجل.
 

ثانيًا: مواقف وحلول إقليمية ودولية لمعالجة الأوضاع في المنطقة:

 
1. لزوم دمج جميع الفصائل الفلسطينية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها دوليًا، وإقامة دولتهم المستقلة بحدود 4 يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للمبادرة العربية التي قدمتها المملكة العربية السعودية، في مؤتمر القمة في بيروت، بتاريخ 27 مارس 2002م، مقابل اقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
2. الموقف المصري -السعودي المشترك أثناء الزيارة الرسمية التي قام بها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إلى مصر، بتاريخ 15 أكتوبر 2024م، وقد تضمن موقف الجانبين، باختصار، المسائل الآتية:
- رفض جرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلي بتجاهلها القانون الدولي والإنساني، وإن كلًا من مصر والسعودية لن يتوقفا في عملهما الدؤوب تجاه قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بحدود 4 يونيو 1967م.
- العمل على وقف الحرب، وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.
- التأكيد على خطورة الأحداث الجارية على الأمن القومي العربي.
- احترام سيادة الدول وقيمها، والأخذ بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء للقوة في حل النزاعات.
- سعي الجانبين لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي من خلال بذل الجهود للوصول إلى حلول سياسية للأزمات في اليمن، والسودان، وليبيا، والصومال، وكذلك تدعيم الحلول في الأزمات الدولية مثل الأزمة الروسية -الأوكرانية.
- تقديم الشكر للدول التي اعترفت بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة تجسيدًا للشرعية الدولية، وحث بقية الدول على القيام بخطوات مماثلة.
3. إجماع دولي على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 لعام 2006م، حول لبنان، ويتضمن النقاط الآتية:
- طالب القرار حزب الله بالوقف الفوري لكل هجماته ضد إسرائيل، كما طالب إسرائيل بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية، وسحب كل قواتها إلى ما وراء الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
- انتشار الجيش اللبناني في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفيل (قوات حفظ السلام المؤقتة التابعة الأمم المتحدة في لبنان UNIFIL) في الحدود مع لبنان.
- كما دعا القرار إلى تطبيق بنود اتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680، وإيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، تكون خالية من أي عتاد حربي أو مسلحين، باستثناء ما هو تابع للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل، بما في ذلك تجريد كل الجماعات المسلحة اللبنانية من سلاحها، وكذا عدم وجود قوات أجنبية إلا بموافقة الحكومة اللبنانية.
- موافقة الحكومة اللبنانية على تنفيذ القرار 1701، وانتخاب رئيس جمهورية بأسرع وقت ممكن، فضلًا عن رفض التدخلات في شؤون لبنان الداخلية.
4. زيارة أمين عام جامعة الدول العربية إلى لبنان:
- تأكيد الأمين العام لجامعة الدول العربية "أبو الغيط"، أثناء زيارته لبنان في 21 أكتوبر 2024م، على أهمية انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية التي احتلتها أو دخلتها.
- ضرورة التوصل لوقف النار الفوري في لبنان.
- أن يحصل لبنان على ضمانات بألا تعاود إسرائيل هجماتها.
- احترام سيادة لبنان وأمنه واستقراره، ورفض أي تدخل أجنبي في الأراضي اللبنانية.
5. زيارة المبعوث الأميركي إلى لبنان:
- تأكيد المبعوث الأميركي "آموس هوكستين"، أثناء زيارته إلى لبنان، يوم 21 أكتوبر 2024م، في إطار جهود الوساطة الأميركية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، على النقاط الآتية:
- إذا اتخذ قادة لبنان الاختيارات الصحيحة، فإننا سنقف بجانبهم.
- العمل على التوصل لآلية لإنهاء النزاع بصفة دائمة.
- عدم الخوض في محادثات حول تعديل القرار 1701، وإنما إضافة مواد تتيح تطبيقه.
- إن عدم تطبيق القرار 1701، قد أسهم في هذا النزاع.
 - ربط مصير لبنان بصراعات خارجية، ليس من مصلحة الشعب اللبناني.
 - هناك من رفض انتخاب رئيس جمهورية في لبنان بشدة أثناء طرحه على المسؤولين.
6. زيارة وزير الخارجية الأميركية "بلينكن" إلى إسرائيل في إطار جولة لدول المنطقة بدأت اليوم 22 أكتوبر 2024م، قابل فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو"، تناولت ما يلي:
- الدعوة لهدنة مؤقتة بعد مقتل قائد المكتب السياسي "يحيى السنوار".
- الحث على زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
- إنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وتخفيف المعاناة لسكان القطاع.
ويرى مراقبون أن "بلينكن" سيناقش في الجلسات القادمة مع "نتنياهو" الهجوم المرتقب لإسرائيل ضد إيران، والحرب مع لبنان، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
ومانزال ننتظر رد "نتنياهو" المتشبث برأيه السابق تجاه القضايا المطروحة. ولا نرى أنه سيحدث اختراق.
7. دور كل من مصر، وقطر، والأردن، في الوساطة المبذولة بشأن التفاوض بين إسرائيل وحماس، منذ عام، لوقف الحرب وتبادل إطلاق الرهائن، وكذا انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، بما فيه فتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية.
8. انعقاد مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع المفوضية الأوروبية يوم 16 أكتوبر 2024م، حول تطورات الأحداث في المنطقة وأهمية وقف الحرب، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كحل للتوترات والصراعات في المنطقة.
وبتصوري، إن التحركات الدبلوماسية لا تقابل بجدية من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يصر على استمرار الحرب، والقضاء على كل قدرات حماس وحزب الله المالية والعسكرية، ولعل الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً