صنعاء 19C امطار خفيفة

يارفيق جيفارا: ما أبشع العالم

يارفيق جيفارا: ما أبشع العالم
جيفارا- منصات التواصل
 

عزيزي الخالد تشي جيفارا،  

سلامٌ عليك، سلامٌ على الروح المضيئة التي لم تزل تنيرُ لنا هذا النفق المظلم الموحش. إنه التاسع من أكتوبر، لقد مرّ 57 عامًا منذُ اغتيالك. أرادوا أن يطفئوا جذوة النضال إلى الأبد، لكنها الأسطورة التي تخلّقت وتخلّدت لتُعيد تشكيل هويتنا نحن عشاقك، سكان جمهورية اليسار القابعون في أقصاه، في الركن المهمل والبائس من هذا العالم القاسي.  
 
نحن عشاقك ومعتنقوك ندخن سيجارك ونعتمر قبعتك، نرقص على موسيقاك المفضلة، نتذوق الشعر الذي ألهمك ونقرأ بحب يومياتك الخالدة، ولا ننسى - مثلك - أن نلعن هذه الفوضى التي تعصف بكوكب الأرض وتجعله مسخًا مخيفًا، لكننا للأسف نفتقر لشجاعتك وصلابتك. 
 
هاهو العالم أكثر بؤسًا وغموضًا، لقد صار جحيمًا لا يُطاق. أعلم تمامًا أنك إن كنت حيًا حتى الساعة لما ترددت ثانية في حمل بندقيتك والمقاومة في قطاع غزة ولبنان وفي كل بقعة على هذا الكوكب افترستها بضراوة الإمبريالية الأمريكية الصهيونية. كيف نصدق هذا العالم بعد كل ما حدث ويحدث فيه؟ كيف أحدّث طفليّ الصغيرين عن الثورة والنضال والوطن وقيم المحبة والسلام؟ كيف أغرس في روحيهما نصرة المظلوم وقول الحق والشجاعة في الدفاع عن حقوق الفقراء والمقهورين؟ مبادئي التي تربيت عليها تعذبني كثيرًا اليوم. أشعر بالغربة في عالم متشظٍ وكوكب منكوب.  
 
إني أعاني كثيرًا يا رفيق، كل هذه الحروب والدماء تبتلعني كهاوية. هذه المآسي تقودني للجنون، فهل يصبح الجنون وحده هو المنطق الحتمي للتعايش مع كآبة العالم وسواده المخيف؟ هذا العالم فقد نقاء يساره الجميل. هاهو يحتاجك بقوة أكثر من كل وقتٍ مضى ويفتقدك بشدة، إنسانه المعذب.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً